الأحد، 30 أكتوبر 2011

الإيمان بوجوب محبة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم

الإيمان بوجوب محبة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم
و أفضليتهم و إجلال أئمة الإسلام وطاعة ولاة أمور المسلمين

يؤمن المسلم بوجودب محبه أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم و آل بيته و أفضليتهم علي من سواهم من المؤمنين والمسلمين ، وأنهم فيما بينهم متفاوتون في الفضل وعلو الدرجة بحسب أسبقيتهم في الإسلام .
فأفضليتهم : الخلفاء الراشدون الأربعه : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالي عنهم اجمعين ثم العشرة المبشرون بالجنه وهم الراشدون الأربعه وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة عامر بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف ثم أهل بدر ثم المبشرون بالجنة من غير العشرة كفاطمة الزهراء وولديها الحسن والحسنين وثابت بن قيس و بلال بن رباح وغيرهم ثم أهل بيعة الرضوان وكانوا ألفا و أربعمائة صحابي رضي الله عنهم أجمعين
   كما يؤمن المسلم بوجوب إجلال أئمة الإسلام واحترامهم وتوقيرهم والتأدب معهم عند ذكرهم وهم أئمة الدين و اعلام الهدي كالقراء والفقهاء والمحدثين والمفسرين من التابعين وتابعي تابيعهم رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين .
    كما يؤمن المسلم بواجب طاعه ولاة أمور المسلمين وتعظيمهم واحترامهم والجهاد معهم والصلاة خلفهم وحرمة الخروج عليهم ولذا فهو يلتزم  حيال كل المذكورين بآداب خاصة
أما أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم و آل بيته فإنه :
1-     يحبهم لحب الله تعالي وحب رسوله صلي الله عليه وسلم لهم إذ أخبر تعالي أنه يحبهم ويحبونه في قوله : ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومه لائم ) المائدة : 54 ،  كما قال في وصفهم : ( محمد رسول الله  والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم ) الفتح : 29 ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( الله الله في اصحابي لا تتخذونهم عرضاً بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي الله ، ومن آذي الله يوشك أن يأخذه )
2-      يؤمن بأفضليتهم علي غيرهم من سائر المؤمنين والمسلمين لقوله تعالي في ثنائه عليهم ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه و أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) التوبة : 100                                                                                    وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي فغن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نضيفه
3-       أن يري أن أبا بكر الصديق أفضل أصحاب رسول الله صلي اللع عليه وسلم ومن دونهم علي الإطلاق و أن الذين يلونه في الفضل هم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين وذلك لقوله صلي الله عليه وسلم ( لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي ) وقول أبن عمر رضي الله عنهما : كنا نقول والنبي صلي الله عليه وسلم حي  : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم فلم ينكرها ، ولقول علي رضي الله عنه خير الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ولو شئت لسميت الثالث – يعني عثمان  - رضي الله عنهم أجمعين .
4-               أن يقر بمزاياهم ويعترف بمناقبهم  ، كمنقبة أبي بكر وعمر وعثمان في قول الرسول صلي الله عليه وسلم لأحد وقد رجف بهم وهم فوقه : " اسكن أحد إنما عليك نبي وصديق وشهيدان " . وكقوله لعلي رضي الله عنه : " أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي ؟ " ، وقوله : " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة " ، وكقوله للزبير بن العوام  " إن لكل نبي حواريا ، و إن حواريي الزبير بن العوام رجل صالح ، وكقوله في الحسن والحسين : " اللهم أحبهما فإني أحبهما وقوله لعبد الله بن عمر " إن عبد الله رجل صالح وقوله  زيد بن حارثه : " أنت أخونا ومولانا " ، و قوله لجعفر بن أبي طالب : " أشبهت خلقي وخلقي ، وقوله لبلال بن رباح : " سمعت دف تعليك بين يدي في الجنة وكقوله  في سالم مولي أبي حذيفة وعبد الله بن مسعود و أبي بن كعب ومعاذ بن جبل : " استقرئوا  القرآن من أربعه من عبد الله بن مسعود وسالم مولي أبي حذيفة و أبي بن كعب ومعاذ بن جبل " وكقوله في عائشة : " وفضل عائشة علي النساء ، كفضل الثريد علي سائر الطعام وكقوله في الأنصار : " لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شعباً لسلكت في وادي الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ت وقال " الأنصار لا يحبهم إلا المؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله " ، وكقوله في سعد بن معاذ : " أهتز العرش لموت سعد بن معاذ ، وكمنقبة أسيد بن حضير ، إذ كان مع أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فلما خرجا إذا نور بين أيديهما يمشيان فيه فلما تفرقاً تفرق النور معهما ، وكقوله لأبي بن كعب : " إن الله أمرني أن اقرأ عليك : " لم يكن الذين كفروا ...... ) قال وسماني ؟ ! قال : " نعم " فبكي أبي ، وكقوله في خالد بن الوليد بين فئتين من المسلمين " ،  وكقوله في  الحسن : " وكقوله في أبي عبيدة : " لكل أمة أمين و إن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة أبن الجراح رضي الله عنهم و أرضاهم أجمعين
5-          يكف عن ذكر مساوئهم ويسكت عن الخلاف الذي شجر بينهم لقول الرسول صلي الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي " وقوله : " لا تتخذوهم غرضاً بعدي وقوله : " فمن آذاهم فقد أذاني ومن آذاني فثد آذي الله ومن آذي الله يوشك أن يأخذه  "
6-        أن يؤمن بحرمة زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم ، و أنهن طاهرات مبرآت وأن يترضي عليهن ويري أن افضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر وذلك لقول الله تعالي : ( التبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم ) الأحزاب :6
 و أما أئمة الإسلام من قراء ومحدثين وفقهاء فإنه :     

1-    يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ، ويعترف لهم بالفضل لأنهم ذكروا في قول الله تعالي : ( والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ) التوبة : 100 ، وفي قول الرسول صلي الله عليه سولم : ( خيركم قرني ثم يلونهم ثم الذين يلونهم " فعامة القراء والمحدثين والفقهاء والمفسرين كانوا من أهل هذه القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بالخير وقد أثني الله علي المستغفرين لمن سبقوا بالإيمان في قوله : ( ربنا ا غفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) الحشر : 10 ، فهو إذا يستغفر لكل المؤمنين والمؤمنات .
2-    لا يذكرهم إلا بخير ، ولا يعيب عليهم قولاً ولا رأياً ، ويعلم أنهم كانوا مجتهدين مخلصين فيتأدب معهم عند ذكرهم ويفضل رأيهم علي راي من بعدهم وما رأوه علي ما رآه من أتي بعدهم من علماء وفقهاء ومفسرين ومحدثين ولا يترك قولهم إلا لقول الله أو قول رسوله صلي الله عليه وسلم ، أو قول صحابته رضوان الله عليهم أجمعين .
3-    أن ما دونه الأئمة الأربعة : مالك والشافعي و أحمد و أبو حنيفة وما رأوه وقالوه من مسائل الدين والفقه ، والشرع هو مستمد من كتاب الله وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم ، وليس لهم إلا ما فهموه من هذين الأصلين أو استبطوه منهما أو قاسوه عليهما ، إذ أغوزهما النص منهما أو الإشارة أو الإيمان فيهما .
4-    يري أن الأخذ بما دونه أحد هؤلاء  الأعلام من مسائل الفقه والدين جائز و أن العمل به عمل بشريعة الله عز وجل ما لم يعارض بنص صريح من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، فلا يترك قول الله أو قول رسوله صلي الله عليه وسلم لقول أحد من خلقة كائناً من كان ، وذلك  لقوله تعالي : " يا أيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله " الحجرات : 1 ، وقوله : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا ) الحشر : 7 ، و قوله : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) الأحزاب : 36 ، و قوله صلي الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد  وقوله صلي الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) .
5-    يري أنهم بشر يصيبون ويخطئون ، فقد يخطئ أحدهم الحق في مسالة ما من المسائل ، لا عن قصد وعمد حاشاهم ولكن عن غفلة أو سهو ، أو لنسيان أو عدم إحاطة ، فلهذا ، المسلم لا يتعصب لرأي أحدهم دون آخر بل له أن يأخذ عن أي واحد منهم ولا يرد قولهم إلا لقول الله أو قول رسول الله صلي الله عليه وسلم
6-    يعذرهم فيما اختلفوا فيه من بع1ض مسائل الدين الفرعية ويري أن أختلافهم جهلاً منهم ولا عن تعصب لآرائهم و إنما كان : غما ان المخالف لم يبلغه الحديث ، أو رأي نسخ هذا الحديث الذي لم يأخذ به أو عارضه حديث أخر بلغه فرجحه عليه أو فهم منه ما لم يفهمه غيره إذ من الجائز أن تختلف الأفهام في مدلول اللفظ فيحمله كل علي فهمه الخاص ومثال هذا ما فهمه الإمام الشافعي رحمة الله من نقض الوضوء بمس المرأة مطلقاً فهما من قوله تعالي : ( أو لامستم النساء ) المائدة : 6 ، فقد فهم من ( أو لامستم ) : المس ولم ير غيره فقال بوجوب الوضوء بمجرد المس وفهم غيره أن المراد الملامسة في الآية الجماع فلم يوجبوا الوضوء بمجرد المس  بل لابد من قدر زائد كالقصد أو وجود اللذة أو وجود اللذة
وقد يقول قائل : لم لا يتنازل الشافعي عن فهمه ليوافق باقي الأئمة  ويقطع دابر الخلاف عن الأمة .
الجواب : أنه لا يجوز له أبداً أن يفهم عن ربه شيئاً لا يخالجة فيه أدني ريب ثم يتركه لمجرد رأي أو فهم إمام أخر فيصبح متبعاً ببقول الناس تاركاً لقول الله وهو من أعظم الذنوب عند الله سبحانة وتعالي
نعم . لو أن فهمه من النص عارضه نص صريح من كتاب أو سنة لوجب عليه التمسك بدلالة النص الظاهرة ويترك ما فهمه من ذلك اللفظ الذي دلالته ليست نصاً صريحاً ولا ظاهراً إذ لو كانت دلالته قطعية لما اختلف فيها أثنان من عامة الأمة فضلاً عن الأئمة
و أما ولاة أمور المسلمين فإنه :
1- يري وجوب طاعتهم لقوله تعالي : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله  وأطيعوا الرسول و أولي الأمر النساء : 59 ، ولقول رسول الله صلي الله لعيه وسلم : ( اسمعوا و أطيعوا و إن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ) ، وقوله صلي الله عليه وسلم ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله ، ومن أطاع أميري فقد اطاعني ومن عصي أميري فقد عصاني )
ولكن لا يري طاعتهم في معصية الله عز وجل لأن طاعة الله مقدمة علي طاعتهم في قوله تعالي : ( ولا يعصينك في معروف ) الممتحنة : 12 ) ، ولأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : ( إنما الطاعة في  المعروف ، وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وقوله : (لا طاعة في معصية الله  وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم : ( السمع والطاعة علي المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )
و أما ولاة أمور المسلمين فإنه :
1-  يري وجوب طاعتهم لقوله تعالي : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله  وأطيعوا الرسول و أولي الأمر ( النساء : 59 ، ولقول رسول الله صلي الله لعيه وسلم : ( اسمعوا و أطيعوا و إن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ) ، وقوله صلي الله عليه وسلم ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله ، ومن أطاع أميري فقد اطاعني ومن عصي أميري فقد عصاني )
ولكن لا يري طاعتهم في معصية الله عز وجل لأن طاعة الله مقدمة علي طاعتهم في قوله تعالي : ( ولا يعصينك في معروف ) الممتحنة : 12 ) ، ولأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : ( إنما الطاعة في  المعروف ، وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وقوله : (لا طاعة في معصية الله ) وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم : ( السمع والطاعة علي المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )
2- يري حرمة الخروج عليهم  أو إعلان معصيتهم لما في ذلك من شق عصا الطاعة علي سلطان المسلمين ، ولقول الرسول صلي الله عليه وسلم ( من كره من أمير شيئاً فليصبر ، فغنه من خرج من السلطان شبراًُ مات ميتة جاهلية ) وقوله :( من أهان السلطان أهانه الله )
3- أن يدعو لهم بالصلاح والسداد والتوفيق والعصمة من الشر ومن الوقوع في الخطأ إذ صلاح الأمة في صلاحهم وفسادهم و أن ينصح لهم في غير إهانة وانتقاض كرامة لقوله صلي الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ) قلنا : لمن ؟ قال : ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .
4- أن يجاهد وراءهم ويصلي خلفهم و إن فسقوا وارتكبوا  المحرمات التي هي دون الكفر لقوله صلي الله عليه وسلم لمن سأله عن طاعة أمراء السوء : ( اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حلموا وعليكم ما حلمتم ) وقول عبادة بن الصامت : بايعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا و ألا ننازع الأمر أهله . قال : ( إلا أن تروا كفراً بواحا عندكم فيه من الله برهان ) .
 

هناك 3 تعليقات:

  1. احترم الصحابة الكرام
    الذين قادوا الغزوات وصاهروا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وروا الاحاديث
    وواجبى نحوهم بعد تقدريهم معرفة سيرتهم الذاتية
    والاقتداء بهم
    كما قال الحبيب صلى الله عليو سلم
    "عليكم بسنتى وسنة الخفاء الراشديين المهديين عضوا على بالنواخذ ومن سيعيش بعد سيرى اختلافاً كبيرا"

    ردحذف
  2. حق علينا احترام الصحابة الكرام
    فلولا مجهودهم .. لما فتحت بلاد ولما نشر الاسلام فى مشارق الارض ومغربها
    فجزاهم الله عنا خيراً ... وبلغنا رؤيهم فى الفردوس
    آآمين

    ردحذف
  3. بارك الله بكم ... على المدونة المميزة

    ردحذف