الأحد، 30 أكتوبر 2011

: الإيمان باليوم الأخر

 يؤمن المسلم بأن لهذه الحياة ساعة أخيرة تنتهي فيها ، يوماً أخر ليس بعده من يوم ، ثم تأتي الحياة الثانية ، واليوم الأخر للدار الآخرة ، فيبعث الله سبحانه الخلائق بعثاً ، ويحشرهم إليه جميعاً ليحاسبهم فيجزي الأبرار بالنعيم والمقيم في الجنة ، ويجزي الفجار بالعذاب المهين في النار
  وأنه يسبق هذا أشراط الساعة و أماراتها ، كخروج المسيح الدجال ، ويأجوج ومأجوج ونزول عيسي علية السلام – وخروج الدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، وغير ذلك من الآيات ، ثم ينفخ في الصور نفخة الفناء والصعق ، ثم نفخة البعث والنشور والقيام لرب العالمين ، ثم تعطي الكتب ، فمن أخذ كتابه بيمينه ومن أخذ كتابة بشماله ،  ويوضع الميزان  ، ويجزي الحساب وينصب الصراط ، وينتهي الموقف الأعظم باستقرار أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ذلك للأدلة النقلية التالية :
1-  إخباره تعالي عن ذلك في قوله : ( كل من عليها فان (26) ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) الرحمن : 26-27 ، وفي قوله : ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون (34) كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنه و إلينا ترجعون ) الأنبياء : 34-35 ، وفي قوله : ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلي وربي لتبعثن ثم لتنبئون بما عملتم وذلك علي الله يسير ) التغابن :4-6 ، وفي قوله ( ألا يظن أولئك أنهم مبعثون (4) ليوم عظيم (5) يوم يقوم الناس لرب العالمين ) المطففين : 4-6 ، وفي قوله   ( وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ) الشوري : 7 ، وفي قوله : ( إذا زلزلت الأرض زلزالها (1) وأخرجت الأرض أثقالها (2) وقال الإنسان ما لها (3) يومئذ تحدث أخبارها (4) بأن ربك أوحي لها (5) يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم (6) فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) الزلزلة : 1-8  ، وفي قوله : لا إله إلا هو : ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) الانعام: 158 ، وفي قوله جل جلاله : ( و إذا رفع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) النمل : 82 ، وفي قوله :      ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون (96) وأقترب الوعد الحق فإذا هي  شاخصة أبصار الذين كفروا ) الأنبياء : 96-97  ، وفي قوله تعالي ( ولما ضرب أبن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون (57) وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون (58) إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل (59) ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون (60) وأنه لعلم للساعة فلا يمترن بها ) الزخرف :57 – 61 ، وقوله سبحانه : ( وفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخري فإذا هم قيام ينظرون (68) وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم يظلمون (69) ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ) الزمر : 68-70 ، وفي قوله عز وجل ( وتضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين ) الأنبياء : 47 ، وفي قوله سبحانه : ( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة (13) وحملت الأرض والجبال فدكتا دكه واحده (14) فيومئذ وقعت الواقعة (15) وانشقت السماء فهي يومئذ واهية (16) والملك علي أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية (17) يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية (18) فأما من أوتي كتابه بيمنيه فيقول هاؤم اقروا كاتبيه (19) إني ظننت أني ملاق حسابيه (20) فهو في عيشة راضية (21) في جنه عالية (22) قطوفها دانيه (23) كلوا و اشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية (24) و أما من أوتي كتابة بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه (25) ولم أدر ما حسابيه (26) يا ليتها كانت القاضية (27) ما أغني عني ماليه (28) هلك عن سلطانيه (29) خذوه فغلوه (30) ثم الجحيم صلوه (31) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه (32) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم (33) ولا يحض علي طعام المسكين ) الحاقة : 13-34 ، وفي قوله تعالي : ( فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياً (68) ثم لننزعن من كل شيعة أيهم اشد علي الرحمن عتيا (69) ثم لنحن اعلم بالذين هم أولي بها صلياً (70) وإن منكم إلا واردها كان علي ربك حتماً مقضياً (71) ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين جثيا ) مريم : 68-72 ،
2-  إخباره صلي الله عليه وسلم في قوله : (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه ، وفي قوله : (  إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ماجوج وطلوع الشمس من مغربها و نزول نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس ونزول عيسي أبن مريم وفي قوله : يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين فيبعث الله عيسي أبن مريم كأنه عروة بن سعود فيطلبه فيهلكه ، ثم يمكث الناس سبع سنين بين أثنين عداوة ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام فلا يبقي علي وجه الأرض من في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه ، فيبقي شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ، فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستحييون ؟ فيقولون : فلماذا تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان ، وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا الأصغي لينا ورفع من يسمعه رجل يلوط حوض إبله . قال : فيصعق الناس ثم ينزل الله مطراً ، فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخري ، فإذا هم قيام ينظرون ، ثم يقال : أيها الناس ، هلم إلي ربكم ، وقفوهم إنهم مسئولون ، ثم يقال : أخرجوا بعث النار ، فيقال : من كم ؟ فيقال : من كل ألف تسعمائة وتسعه وتسعين ، فذلك يوم يجعل الوالدان شيباً ، وذلك يوم يكشف عن الساق " وفي قوله ( لا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس " وفي قوله : " ما بين النفختيين أربعون ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى مَاءً مِنَ السَّمَاءِ ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ , قَالَ : وَلَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلا يَبْلَى ، إِلا عَظْمٌ وَاحِدٌ وَهُوَ عَجْبُ الذَّنْبِ ، وَفِيهِ يْرَكَبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى مَاءً مِنَ السَّمَاءِ ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ , قَالَ : وَلَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلا يَبْلَى ، إِلا عَظْمٌ وَاحِدٌ وَهُوَ عَجْبُ الذَّنْبِ ، وَفِيهِ يْرَكَبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ,، وفي قوله وهو يخطب : " ( أيها الناس ، إنكم محشورون إلى الله تعالى حفاة عراة غرلاً ، ألا وإن أول الخلق يكسى يوم القيامة إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ؛ فأقول : يا رب أصحابي ؛ فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " وفي قوله : " لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عنْ أربع ٍ عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُو وفي قوله : " حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن وريحه من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه لا يظمأ أبداً " ، وفي قوله لعائشة رشي الله عنها لما ذكرت النار بكت : " ومايبكيك ؟ " قالت : ذكرت النار فبكيت ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ فقال : "  أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا : عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل ، عند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أو وراء ظهره. وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز" وفي قوله : " لكل نبي دعوة دعاها لأمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي    وفي قوله : " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلا فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ بِحَلَقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ وَلا فَخْرَ ، وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي وَلا فَخْرَ ، وفي قوله : " من سال الجنة ثلاث مرات : اللهم أدله الجنة . ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار : اللهم أجره من النار "
3-  إيمان اللايين من الأنبياء والمرسلين والحكماء والعلماء والصالحين : من عباد الله باليوم الأخر وبكل ما ورد فيه ، وتصديقهم الجازم به .




الدلة العقلية :
1-    صلاح قدرة الله لإعادة الخلائق بعد فنائهم : إذ إعادتهم ليست بأصعب من خلقهم إيجادهم علي غير مثال سابق .
2-  ليس هناك ما ينفيه العقل من شان البعث والجزاء إذ العقل لا ينفي إلا ما كان من قبيل المستحيل كاجتماع الضدين أو التقاء النقيضين والبعث والجزاء ليسا من ذلك في شئ
3-  حكمته تعالي الظاهرة في تصرفاته في مخلوقاته  : والبارزة في كل مظهر ومجال من مجالات الحياة ومظاهرها تحيل عدم البعث للخلق بعد موتهم ، وانتهاء أجل الحياة الأولي وجزائهم علي أعمالهم من خير وشر .
4-  وجود الحياة الدنيا وما فيها من نعيم وشقاء : شاهد علي وجود حياة أخري في عالم أخر يوجد فيها من العدل والخير والكمال والسعادة والشقاء ما هو أعظم و أفضل بكثير ، بحيث إن هذه الحياة وما فيها من شقاء لا تمثل صورة قصر من القصور الضخمة أو حديقة من الحدائق الغناء علي قطعة ورق صغيرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق