السبت، 24 مارس 2012

الطهارة

أولا: تعريف الطهارة :
*لغة: النظافة .
*اصطلاحا: ارتفاع الحدث وزوال النجس .
والحدث: وصف معنوى يقوم بالبدن يزيل الطهارة ويمنع من العبادة .
ثانيا: حكم الطهارة : اتفق الفقهاء على وجوب الطهارة على من تجب عليه الصلاة فيجب تطهير ما أصابته النجاسة من بدن أو ثوب أومكان لقوله تعالى :" وثيابك فطهر"(المدثر:4) وقوله تعالى:" وان كنتم جنبا فاطهروا"(المائدة:6) .
ثالثا: أنواع الطهارة :
الطهارة نوعان: باطنة معنوية، وظاهرة حسية .
الطهارة الباطنة المعنوية: هى تطهير القلب من أدناس الشرك والشك والشبهات والآفات بأنواعها وأشكالها وذلك بالاخلاص لله سبحانه وصدق التوجه اليه ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم – وتطهير النفس من آثار المعاصى والذنوب والمخالفات وذلك بالتوبة الصادقة النصوح .
الطهارة الظاهرة الحسية: وهى طهارة الخبث وطهارة الحدث .
فطهارة الخبث : تكون بازالة النجاسات بالماء الطهور من البدن والثوب والأرض وغير ذلك .
وطهارة الحدث: هى الوضوء والغسل والتيمم .
*والطهارة تحتاج الى شىء يتطهر به ويزال به النجس ويرفع به الحدث وهذا الشىء هو الماء ولذلك بدأ به .
رابعا: بم تكون الطهارة؟
تكون الطهارة بأمرين:
*الماء المطلق: وهو الباقى على أصل خلقته التى خلق عليها سواء نبع من الأرض أو نزل من السماء وذلك مثل مياه الأمطار والآبار والعيون والأودية والأنهار والثلوج الذائبة والبحار المالحة، قال تعالى:" وأنزلنا من السماء ماء طهورا"(الفرقان:84) .
وقال – صلى الله عليه وسلم – "الماء طهورلا ينجسه شىء" (رواه أحمد وأبو داود وغيرهما) .
وقول النبى – صلى الله عليه وسلم -:" اللهم طهرنى بالماء والثلج والبرد"(متفق عليه) .
*الصعيد الطاهر: وهو وجه الأرض الطاهرة من تراب أو رمل أو حجارة أو طين، لقوله – صلى الله عليه وسلم - :"وجعلت لى الأررض طهورا ومسجدا "(مسلم) .
ويكون الصعيد مطهرا فى حالة فقدان الماء أو العجزعن استعماله لمرض ونحوه لقوله تعالى : فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا "(المائدة:6)

سنن الفطرة

سنن الفطرة 
                                المقصود بسنن الفطرة: سنن الأنبياء صلوات الله وسلامة عليهم،وقيل هى الدين وروى البخارى ومسلم وغيرهما عن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال: قال- صلى الله عليه وسلم – :"الفطرة خمس : الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الآباط " .
وعن عائشة - رضى الله عنها –قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – "عشرة من الفطرة: قص الشارب واعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظافر وغسل البراجم ونتف الابط وحلق العانة وانتقاص الماء –يعنى الاستنجاء- قال مصعب (راوى الحديث): ونسيت العاشرة الا تكون المضمضة " (مسلم). اليك بيان بعض السنن .
*الختان :
*الختان لغة : التطهير والقطع .
*الختان للرجل: قطع الجلدة المستديرة على الحشفة وهى رأس الذكر .
*والختان للمرأة: هو قطع أدنى جزء من الجلدة التى أعلى الفرج والمقصود منه تعديل شهوتها. والختان فى حق الرجل واجب، وفى حق المرأة مستحب ومكرمة .
قال بن قدامة فى"المغنى، 1/85" :( فأما الختان فواجب على الرجال ومكرمة فى حق النساء )، هذا قول كثير من أهل العلم .
ومما يدل على مشروعية الختان للمرأة قول النبى - صلى الله عليه وسلم - :"اذا التقى الختانان فقد وجب الغسل " ،ففيه بيان أن البنات كن يختتن .
*السواك : وهو استعمال عود أو نحوه تدلك به الأسنان لتذهب الصفرة وغيرها عنها .
وهو من سنن الفطرة واستعمال السواك مستحب فى كل حال ويتأكد استحبابه :
عند الوضوء :
عن أبى هريرة - رضى الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :"لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك مع الوضوء "(أخرجه أحمد،وصححه الألبانى فى الجامع : 5316) .
عند الصلاة :
عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم - قال :"لولا أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" (متفق عليه) .
عند قراءة القرآن :
عن على – رضى الله عنه – قال: "أمرنا بالسواك" ، وقال: "ان العبد اذا قام يصلى أتاه ملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو فلا يزال يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه فلا يقرأ آيه الا كانت فى جوف الملك"(اخرجه البيهقى وصححه الألبانى) .
عند دخول البيت :
عن المقداد بن شريح عن أبيه ، قال: سألت عائشة، قلت بأى شىء كان يبدأ النبى – صلى الله عليه وسلم – اذا دخل البيت؟ قالت:" بالسواك"(رواه مسلم وغيره) .     
عند القيام من الليل :
عن حذيفة –رضى الله عنه – قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – اذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك.(متفق عليه) .
*الاستحداد :
هو سنة بالاتفاق, وهو"حلق العانة" والعانة: الشعر فوق ذكر الرجل وحواليه وكذا الشعر الذى حوالى فرج المرأة وسواء فى ذلك البكر والثيب، والسنة فيه الحلق كما نص عليه فى الحديث فان أزاله بمزيل أو بمقص أو نتف أو نحوه حصل المراد، قال النووى: والأفضل الحلق .
*قص الشارب :
وهو سنة عند أكثر الفقهاء، عن ابن عمر- رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:" احفوا الشوارب وأعفوا اللحى" (أخرجه مسلم وغيره) .
*تقليم الأظافر :
وهو سنة بالاتفاق ويستوى فى ذلك الرجل والمرأة ويكره أن تترك الأظافر، وكذلك الابط والعانة والشارب أكثر من أربعين ليلة لما ورد فى الحديث عن أنس قال:" وقتّ لنا فى قص الشارب وتقليم الأظفارونتف الابط وحلق العانة أن لاتترك أكثرمن أربعين ليلة"(رواه مسلم) . 
*نتف الابط :
وهو سنة بالاتفاق، قال النووى – رحمه الله - :" والأفضل فيه النتف ان قوى عليه ويحصل أيضا بالحلق"(شرح صحيح مسلم) .

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

النفس


يؤمن المسلم بأن سعادته فى كلتا حياتية :الاولى والثانية . موقوفة على مدى تأديب نفسه ,وتطبيبها وتزكيتها , وتطهيرها ,كما أن شقاءها منوط بفسادها , وتدسيتها, وخبثها ,وذلك للادلة الاتية : قولة تعالى " قد افلح من زكاها (9)وقد خاب من دساها "وقولة : "ان الذين كذبوا باياتناواستكبروا عنها لاتفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط وكذلك نجزى المجرمين (40)لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزى الظالمين (41) والذين امنوا وعملوا الصالحات لانكلف نفسا الا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون " وقولة " والعصر (1) أن الانسان لفى خسر (2) الاالذين أمنوا وعملو الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"وقول الرسول (صلى الله علية وسلم )"كلكم يدخل الجنة الا من أبى " قالوا : ومن أبى يارسول الله ؟ قال " من أطعنى دخل الجنة , ومن عصانى فقد أبى " وقولة (صلى الله علية وسلم ) " كل الناس يغدو فبائع نفسة فمعتقها أو موبقها " كما يؤمن المسلم با ن ماتطهر علية النفس وتزكو هو حسنة الايمان , والعمل الصالح , وان من تتدسي بة وتخبث وتفسد هو سيئة الكفر والمعاصى قال تعالى :" وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات "وقولة "بل ران على قلوبهم ماكانوايكسبون " وقال رسول الله "(صلى الله عليه وسلم ) "ان المؤمن اذا أذنب ذنبا كان نكته سوداء فى قلبه , فان تاب ونزع واستعتب صقل قلبه , وان زاد زادت حتى تعلق قلبه . فذلك الران الذى قال الله :"كلا بل ران على قلوبهم ماكنوايكسبون " وقولة (صلى الله علية وسلم )"اتق الله حيثما كنت   ,وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ".    من أجل هذا يعيش المسلم عاملا دائما على تأديب نفسه وتزيكيتها وتطهيرها , اذ هى أولى يؤدب , فيأخذها بالادب المزكية لها والمطهرة لادرانها , كما يجنبها كل مايدسيها ويفسدها من يسئ المعتقدات , وفاسد الاقوال والافعال , يجاهدها ليل نهار , ويحاسبها فى كل ساعه , ويحملها على فعل الخيرات , ويدفعها الى الطاعه دفاعا , كما يصرفها عن الشر والفساد صرفا ويردها عنهما ردا , ويتبع فى اصلاحها وتأديبها لتطهر وتزكوا لخطوات التالية: 
ا-التوبة : والمراد منها التخلى عن سائر الزنوب والمعاصى, والندم على كل سالف ,والعزم على عدم العودة الى الذنب فى مقبل العمر وذلك قولة تعالى:"يا أيها الذين أمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم  ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار " وقولة "وتوبوا ألى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " وقال رسولة (صلى الله علية وسلم )"يا أيها الناس توبوا الى الله فأنى أتوب الى الله فى اليوم ماءه مرة " وقولة :"من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه
ط وقوله :" ان الله عز وجل يبسط بيدة بالليل  ليتوب مسئ النهار , ويبسط يده بالنهارليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " وقولة " لله أشد فرحا بتوبة عبدة المؤمن من رجل فى الارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه , فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتى أدركة العطش . ثم قال : أرجع الى مكانى الذى كنت أنام حتى اموت , فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعندة راحلته وعليها زادة وطعامه وشرابة , فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلتة وزادة " . وما روى من أن الملائكة هنأت ادم بتوبتة بما تاب لله علية
ب_المراقبة :وهى أن يأخذ المسلم نفسه بمراقبة الله تبارك وتعالى ويلزمها اياها فى كل لحظة من لحظات الحياة حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها , عالم بأسرارها ,رقيب على أعمالها , وعلى كل نفس بما كسبت , وبذلك تصبح مستغرقة بملاحظة جلال الله وكمالة , شاعرة بالانس فى ذكرة , واجدة الراحه فى طاعته , راغبة فى جوارة , مقبلة علية معرضة عما سواه وهذا معنى اسلام الوجة فى قولة تعالى :"ومن احسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن " وقولة تعالى" ومن أسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بلعروة الوثقى " وهوعين ما دعا الية تعالى فى قولة " وعلموا أن الله يعلم مافى أنفسكم فاحذروه"   وقولة " ان الله كان عليكم رقيبا "
وقولة سبحانه "وماتكون فى شأن وما تتلو منه من قران ولا تعلمون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه" وقولة (صلى الله علية وسلم )"ان تعبد الله كأنك تراه , فان لم تكن تراه فانة يراك"
وهونفس مادرج عليه السابقون الجاولون من السلف هذة الامة الصالح ,اذ اخذوا بة انفسهم حتى تم لهم اليقين ووبلغوا درجة المقربين وها هى ذى اثارهم تشهد لهم :
1-   قيل للجنيد رحمه الله , بم يستعان على غض البصر ؟ قال : بعلمك ان نظر الناظر اليك أسبق من نظرك الى المنظور له .
2-   قال سفيان الثورى : عليك بالمراقه ممن لا  تخفى علية خافية , وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء , وعليك بالحذر ممن يملك العقوبه .
3-   قال ابن المبارك لرجل : راقب الله يافلان , فسألة الرجل عن المراقبة فقال له: كن أبدا كأنك ترى الله عزوجل .
4-   قال عبدالله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب الى مكة فعرسنا ببعض الطريق فانحدر علينا راع من الجبل , فقال لة عمر : ياراعى بعنا شاة من هذا الغنم ,فقال الراعى انه مملوك ,فقال له عمر : قل لسيدك أكلها الذئب ,فقال العبد :أين الله ؟ فبكى عمر ,وغدا على سيد الراعى فاشتراة منه وأعتقة .
5-   حكى عن بعض الصالحين أنه مر بجماعه يترامون , وواحد جالس بعيدا عنهم فتقدم اليه وأراد ان يكلمه :فقال له :من سبق من هؤلاء ؟ فقال : من غفر الله له ,قال : أين الطريق؟ فأشارلة نحو السماء , وقام ومشى .
6-   وحكى ان "زاليخا" لما خلت بيوسف –علية السلام –فقامت فغطت وجه صنم لها , فقال يوسف –علية السلام –مالك ؟ أتستحين من مراقبة جماد ولا تستحى من مراقبة الملك الجبار ؟ وأنشد بعضهم :  اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل          خلوت ,ولكن قل على رقيب
ولا حسين  الله يغفل ساعه                ولا أن تخفى علية يغيب
أم تر أن اليوم أسرع ذاهب             وان غدا للناظرين قريب
ج-المحاسبة :  وهى أنة لما كان المسلم عاملا فى هذة الحياة ليلا نهار على مايسعدة فى الدار الاخرة , ويؤهله لكرامتها ورضوان الله فيها , وكانت الدنيا هى موسم العمله كان علية ان ينظر الى الفرائض الواجبه علية كنظر التاجر على رأس ماله , وينظر الى النوافل نظر التاجر الى الارباح الزائدة على رأس المال, وينظر الى المعاصى و الزنوب كالخسارة فى التجارة , ثم يخلو بنفسه ساعه من اخر كل يوم  يحاسب فيها نفسه من عمل يومه فان رأى نقصا فى الفرائض لامها ووبخها , وقام الى جبره ف الحال . فان كان مما قضى قضاة , وان كان مما لايقضى جبره بالاكثار من النوافل , وان رأى نقصا فى النوافل عوض النواقص وجبره و وان راى خسارة بارتكاب المنهى استغفر وندم اناب و وعمل من الخيرما يراة مصلحا لما أفسد.هذا هو المراد من المحاسبة للنفس ,وهى احدى طرق اصلاحها ,وتأتديبها , وتزكيتهاوتطهيرها وأدلتها ما يأتى :
قال تعالى"ياأيها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون"  فقولة تعالى "ولتنظر نفس "هو أمر بالمحاسبة للنفس على ماقدمت لغدها المنتظر , وقال تعالى"وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "وقال(صلى الله علية وسلم) انى لاتوب الى الله واستغفرة فى اليوم مائة مرة " وقال عمر رضى الله عنة : حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا , وكان رضى الله عنه لما شغلته حديقتة عن صلاته خرج منها صدقة لله تعالى, فلم يكن هذا منه الامحاسبته لنفسه وعتابا لها وتأديبا وحكى عن الاحنف بن قيس انة جئ الى المصباح فيضع أصبعه فيه حتى يحس بالنار , ثم يقول لنفسه : ياحنيف ماحملك على ماصنعت يوم كذا ؟ ماحملك على ماصنعت يوم كذا ؟ وحكى أن أحد الصالحين كان غازيا فتكشفت لة امراة فنظر اليها فرفع يدة ولطم عينيه ففقأها : وقال:انك للحاظة الى مايضرك .
ومر بعضهم بغرفه فقال: متى بنيت هذة الغرفة ؟ فاقبل على نفسة وقال : تسأليننى  عما لايعنيك ؟ لاعاقبنك بصوم سنه  فصامها,وروى أن احد الصالحين كان ينطلق الى الرمضاء فيمترغ فيها ويقول لنفسه : زوقى ونالر جهنم اشد نارا , أجيفه باليل بطاله بلنهار ؟ وان احدهم رفع رأسه الى السطح فرأى امراة فنظر اليها فأخذ على نفسه الاينظر الى السماء مادام حيا .
هكذا كان الصالحون من هذة الامة يحاسبون أنفسهم عن تفريطها , ويلومها على تقصيرها , يلزمونها التقوى وينهونها عن الهوى عملا بقولة:تعالى "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (40)فان الجنه هى المأوى"
د-المجاهدة:  وهى أن يعلم المسلم أن أعدى اعدائة الية هونفسه التى بين جنبية وأنها بطبعها مايله الى الشر , فرارة من الخير,أمارة بلسؤ : " وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بل لسوء ". تحب الدعه والخلود الى الراحه , وترغب فى البطاله وتنجرف مع الهوى, تستهويها الشهوات العاجلة وان كان فيها حتفها وشقاؤها .
فاذا عرف المسلم هذا عبأنفسة لمجاهدة  نفسه فأعلن عليها الحرب وشهر ضدها السلاح , وصمم على مكافحه رعونتها ومناجزة شهواتها , فاذا احبت الراحه اتعبها ,واذارغبت فى الشهوة حرمها , واذا قصرت فى الطاعه أو خير عاقبها ولامها ثم الزمها بفعل ما قصرت فية وقضاء مافوتته او اتركته . يأخذها بهذا التأديب حتى تطمئن وتطهر وتطيب وتلك غاية المجاهد للنفس . قال تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهديهم سلبنا وان الله لمع المحسنين " والمسلم اذ يجاهد نفسة فى ذات الله تطيب وتطهر وتطمئن وتصبح أهلا لكرامة الله تعالى ورضاة يعلم ان هذا الدرب للصالحين وسبيل المؤمنين الصادقين فيسلكه مقتديا بهم ويسير معهم مقتفيا أثارهم . فرسول الله (صلى الله علية وسلم) قام الليل حتى تفطرت قدماة  الشريفتان وسئل (صلى الله علية وسلم) فى ذلك فقال : "أفلا احب ان اكون عبدا شكورا "  .   اى مجاهدة أكبر من هذة المجاهدة وايم الله .؟ وعلى رضى الله عنه يتحدث عن أصحاب رسول الله (صلى الله علية وسلم)فيقول :والله لقد رأيت أصحاب محمد (صلى الله علية وسلم) وا أرى شيئا يشبههم كانو يصبحون شعاثا غبرا صفرا قد باتو سجودا وقياما ,يتلون كتاب الله يراحون بين أقدامهم وجباههم ,وكانوا أذا ذكرا الله مادوا كما يمد الشجر فى يوم الريح , وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم.وقال أبو الدرداء رضى الله عنه : "لولا ثلاث ما أحببت العيش يوما واحدا : الظمأ لله بالهواجر والسجود له فى جوف الليل ,ومجالسة قوم ينتقون أطياب الكلام , ينتقى أطياب الثمر .  وعاتب عمر بن الخطاب رضى الله عنة نفسة على تفويت صلاة العصر فى جماعه ¸وتصدق بارض من أجل ذلك تقدر قينتها بمأتى ألف دينار وكان عبدالله بن عمر رضى الله عنهما اذا فاتته صلاه فى الجماعه أحيا تلك الليله بكاملها , وأخر يوما صلاة المغرب حتى طلع كوكبان فأعتق رقبتين . وكان على رضى الله عنه يقول :رحم الله أقواما يحسبهم الناس مرضى وما هم بمرضى,وذلك من اثار مجاهدة النفس , والرسول (صلى الله علية وسلم يقول )" خير الناس من طال عمره وحسن عملة " وكان أويس القرنى رحمة الله يقول:هذة ليلة الركوع فيحيا الليل كله فى ركعه و واذا كانت الليلة الاتية فقال:هذة ليلة السجود فيحيا الليل كلة فى سجدة "    وقال ثابت البنانى رحمة الله : اذا أدركت رجالا كان احدهم يصلى فيعجز أن يأتى فراشة الا حبوا , وكان احدهم يقوم حتى تتورم قدماة من طول القيام , ويبلغ من الاجتهاد فى العبادة مبلغ ما لو قيل له:القيامه غدا ماوجد مزيدا , وكان اذ جاء الشتاء يقوم فى السطح حتى يضربة الهواء البارد فلا ينام , واذاجاء الصيف قام تحت الصقف ليمنعه الحر من النوم , وكان بعضهم يموت وهو فى ساجد  . وقالت امراة مسروق رضى الله وكان مسروق لايوجد الاوساقاه منتفختان من طول القيام ووالله ان كنت اجلسى جنبة وهو قائم يصلى فأبكى رحمه له وكا منهم من اذ بلغ الاربعين من عمره طوى فراشة فلا ينام عليه فقط , ويروى أنامراة صالحه من صالح السلف لها (عجرة)  مكفوفه البصر , وكانت اذا جاء السحر نادت بصوت لها محزون :اليك قطع ااععابدون دجى اللياللى يستبقون الى رحمتك وفضله مغفرتك فبك الهى  اسالك لابغيرك-أن تجعلنى فى اول زمرة السابقين ,أن ترفعنى
لدييك فى عليين فى درجة مقربي ,وأن تلحقنى بعبادك الصالحين , فأنت ارحم الراحمين ، واعظم العظماء واكرم الكرماء .ياكريم .ثم تخر ساجدا ولاتزال تدعو وتبكى الى الفجر .

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الادب مع كلام الله تعالى (القران الكريم


يؤمن المسلم بقدسية الله سبحانة وتعالى , وشرفة وافضليتة على سائر الكلام , وان القران الكريم كلام الله الذى لا يأتية الباطل من بين يدية ولا من خلفة ومن قال بة صدق , ومن حكم بة العدل , وان أهلة هم أهل الله وخاصتة , والمتمسكون بة ناجون فاؤزون والمعرضون عنه هالكى خاسرون . ويذيد فى الايمان المسلم بعظمه كتاب الله جل جلالة وقدسيتة وشرفة ماورد فى فضله عن المنزل علية , والموحى بة الية صفوة الخلق سيدنا محمد بن عبد الله (ص) وفى مثل قولة :"اقرؤا القران فانه يجئ يوم القيامه شفيعا لصاحبة" وقولة: "ان القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد" فقيل: يارسول الله , وما جلاؤها ؟ "تلاوة القرءان وذكر الموت "وقد جاء مرة الرسول (ص) أحد خصومة الالداء يقول:يامحمد , اقأ على القران الكريم , فيقرا ولم يفرغ الرسول (صلى الله علية وسلم) من تلاوتها حتى يطالب الخصم الالد باعادتها مدهوشا بجلال لفظها , وقدسية معانيها , مأخوذا ببياناتها , مجذوبابقوة تأثيرها , ولم يلبث أن رفع عقيرتة بتسجيل اعترافه , وتقرير شهادته بقدسية كلام الله وعظمته , اذ قال بالحرف الواحد : والله ان له لحلاوة , وان علية لطلاوة , وان أسفلة لمورق , وان أعلاة لمثمر , وما يقول هذا بشر .
ولهذا كان المسلم زيادة على أنة يحل حلالة ويحرم حرامة ويلتزم بادابة , والتخلق بأخلالقة , فأنة يلتزم عند تلاوتة بالاداب التالية:  
1-      أن يقرأة على أكمل الحالات , من الطهارة , واستقبل القبلة , وجلوس فى أدب ووقار .
2-      أن يرتلة ولا يسرع فى تلاوتة , فلا يقرؤة فى أقل من ثلاث ليال , لقولة (صلى الله علية وسلم )" ومن قرأالقرءان ثلاث ليال لم يفقهه"وأمر الرسول (ص) عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن يختم القران فى كل سبع , كما كان عبد الله بن مسعود عثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضى الله عنهم يختمونة فى كل أسبوع مرة.
3-      أن يلتزم الخشوع عند تلاوتة, وأن يظهر الحزن وأن يبكى أو يتباكى أن لم يستطع البكاء , لقول الرسول (صلى الله علية وسلم) "ان هذا القران نزل بحزن , فاذا قرأتموة فابكوا , فان لم تبكوا فتباكوا"
4-      أن يحسن صوتة بة :لقولة (صلى الله علية وسلم ) "زينوا القران بأصواتكم " فى قولة(ص) "ليس منا من لم يتغن بالقران " وقولة (صلى الله علية وسلم) ماأزن الله لشئ ما أزن لنبى يتغنى بالقران "
5-      أن يسر تلاوتة ان خشى على نفسة رياء أو سمعه , أوكان يشوش بة على مصل لما ورد عنه (ص) " الجاهر بالقران كالجاهر بالصداقة " ومن المعلوم أن الصدقة تستحب سريتها الا أن يكون فى الجهر فائدة مقصودة كحمل الناس على بفعلها مثلا , وتلاوة القران كذلك .
6-      أن يتلوة بتدبروتفكير مع تعظيم له واستحضار القلب وتفهم لمعانية وأسرارة .
7-      الايكون عند تلاوتة من الغافلين عنه المخالفين لة, اذ انة قد يتسبب فى لعن نفسة بنفسة , لانة ان قرا "فنجعل لعنه الله على الكاذبين " أو " لعنة الله على الظالمين " وكان كاذبا أو ظالما فأنة يكون لاعنا لنفسة , والرواية التالية تبين مقدار خطأ المعرضين عن كتاب الله الغافلين عنه المتشاغلين بغيرة , فقد روى أنة جاء فى التوراة أن الله تعالى يقول : أما تستحى منى يأتيك كتاب من بعض أخوانك , وأنتفى الطريق تمشى , كتابى أنزلتة اليك , انظر كيف فصلت لك فية من القول , وكم كررت عليك فية لتتامل طولة وعرضة ثم أنت معرض عنه  , فكنت أهون عليك من بعض اخوانك ..ياعبدى , يقعد اليك بعض اخوانك فتقبل الية بكل وجهك , وتصغى الى حديثة بكل قلبك               , فان تكلم متكلم أو شغلك شاغل عن حديثة أو مأت الية أن كف , وهأنا مقبل عليك ومحدث , وانت معرض بقلبك عنى , أفجعلتنى أهون عندك من بعض أخوانك؟
8-      يجتهد فى أن يتصف بصفات أهلة الذين هم أهل الله وخاصتة , وان يتسم بسماتهم كما قال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : ينبغى لقارئ القران أن يعرف بليلة اذا الناس نائمون , وبنهارة اذ الناس مفطرون , وببكائة اذ الناس يضحكون , وبورعه اذ الناس يخلطون , وبصمتة اذ الناس يخوضون, وبخشوعه اذ الناس يختالون , وبحزنة اذ الناس يفرحون . وقال محمد بن كعب : كنا نعرف قارئ القران بصفرة لونة (يشير الى سهرة وطول تجهدة ) وقال وهيب بن الورد : قيل لرجل ألاتنام ؟ قال: ان عجائب القران أن اطران نومى . انشد ذو النون قولة:
منع القران بوعده ووعيده          مقل العيون بليلها لاتهجع  ,فهموا عن الملك العظيم كلامة فهما تذل لة الرقاب وتخضع.      

: الأدب مع الله عز وجل


المسلم ينظر الىما لله تعالى عليه من منن لاتحصى , ونعم لا تعد , اكتنفته من ساعه علوقة نطفه فى رحم امه , وتسايرة الى أن يلقى ربه عز وجل فيشكر الله على عليها بلسانه بحمده والثناء علية بما هو أهلة , وبجوارحة تسخر ها فى طاعته , فيكون هذا ادبا منه مع الله سبحانة وتعالى , اذ ليس من الاداب فى شئ كفران النعم , وجحود فضل النعم , والنكران لة ولاحسانة و إنعامه , والله سبحانه يقول : " وما بكم من نعمه فمن الله "ويقول سبحانه" وان تعدوا نعمه الله لا تحصوها"
ويقول جل جلاله :" فا اذكروني ازكركم واشكروا لي ولا تكفرون"
وينظرالمسلم الى عملية به اطلاعه على جميع احواله فيمتلئ قلبه منة مهابه , ونفسة له وقارا وتعظيما , فيخجل من معصيته , ويستحى من مخالفتة , والخروج عن طاعه, فيكون هذا أدبا منه مع الله تعالى, اذا ليس من الادب فى شئ ان يجاهر العبد سيدة بالمعاصى , او يقابلة بالقبائح والرذائل وهو شهيد وينظر اليه . قال تعالى ط مالكم لاترجون لله وقارا ,وقد خلقكم أطوار " وقال " والله يعلم ما تسيرون وما تعلنون " وقال:"وماتكون فى شأن وما تتلو منه من قران ولا تعلمون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفضون  فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الارض ولا فالسماء "وينظر المسلم اليه تعالى وقد قدر علية , وأخذبناصيتة , وأنة لامفر له ممن لامفر منة , من دابة الا هو اخذ بناصيتها " وقال عز وجل "ففروا الى الله انى لكم منة نذير مبين .
وقال " وعلى الله فتوكلو ان  كنتم مؤمنين "     وينظر المسلم الى الطاف الله تعالى  بة فى جميع أمورة , الى رحمته  لة ولسائر خلقة فيطمع فى المذيد من ذلك , فيتضرع لة بخالص الضراعه والدعاء , ويتوسل الية بطيب القول وصالح العمل , فيكون هذا أدبا منة مع الله مولاة , اذليس من الادب فى شئ اليأس من المذيد من رحمة وسعت كل شئ , ولا القنوط من احسان قد عم البرايا , وألطاف قدانتظمت الوجود . قال تعالى " ورحمتى وسعت كل شئ " وقال  الله لطيف بعبادة ""ولاتياسو من روح الله ""لاتقنطوا من رحمة الله "
وينظر المسلم الى شدة بطش ربه , والى قوة انتقامة , والى سرعة حسابة فيتقية بطاعتة,ويتوقاة بعدم معصيتة فيكون هذا أدبا منة مع الله , اذ ليس من الاداب ند ذوى الالباب أن يتعرض بمعصية والظلم العبد الضعيف العاجز للرب العزيز القادر , والقوى القاهر وهو يقول :  "اذا أراد الله بقوم سوءا فلا مراد له ومالهم من دونه من وال " ويقول :"ان بطش ربك لشديد " ويقول : " والله عزيز ذو انتقام " وينظر المسلم الى الله عز وجل عند معصيتة , والخروج من طاعتة , وكأن وعيدة قد تناولة , وعذابة قد نزل بة , وعقابة قد حل بساحته , كما ينظر الية وتعالى عند طاعتة , واتباع شرعيته , وكأن وعده قد صدقه لة ,وكأن وعده قد صدقة لة , وأن حلة رضاة قد خلعها علية , فيكون هذا من المسلم حسن ظن بالله , اذ ليس من الادب أن يسئ المرء الظن بلله فيعصية ويخرج عن طاعته , ويظن أنة غير مطلع علية , ولا يؤخذ له على ذنبه , وهو يقول :"ولكن ظننتم ان الله ان يعلم كثيرا مما تعملون *وذلكم ظنكم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين "كما أنة ليس من الادب مع الله أن يتقيه المرء ويطيعه  ويظن أنه غير مجازيه بحسن عمله , ولاهو قابل منه طاعته وعبادته , وهو عزوجل يقول:"من يطع الله ورسولة ويخشى الله ويتقة فاولئك هم الفائزون" ويقول تعالى " من جاء بلحسنة فلة عشر أمثالها ومن جاء بلسيئة فلا يجزى الامثلها وهم لا يظلمون " ويقول سبحانة "من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينة حياة طيبة ولنجزينهم أ؟جرهم بأحسن ماكانو يعلمون " وخلاصة القول :أن أشكر المسلم ربة على نعمه , وحياءة منة عند الميل الى معصيتة , وصدق الانابة الية , والتوكل علية ورجاء رحمته , والخوف من نقمتة , وحسن الظن الظن بة فى انجاز وعده , وانفاد وعيد فيمن شاء من عبادة هو أدبة مع الله , وبقدر تمسكة بة ومحافظتة علية تعلو درجتة , ويرفع مقامة وتسمو مكانتة وتعظم كرامتة فيصبح من اهل ولاية الله ورعاتية ,ومحط رحمتةومنزل نعمته , وهذا أقصى مايطلبة المسلم ويتمناة طول الحياة . اللهم ارزقنا ولايتك , تحرمنا رعايتك , واجعلنا لديك من المقربين , يالله  يارب العالمين .     
     

: آداب النية


يؤمنا لمسلم بخطر شأن النية , وأهميتها لسائر أعمالة الدنينيه والدنيوية , إذ جميع الإعمال تتكيف بها, وتكون بحسها فتقوى وتضعف , وتصح وتفسد  وتبعا لها , وإيمان المسلم هذا بضرورة النية لكل الإعمال ووجوب إصلاحها مستمد أولا من قول الله تعالى :"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " وقولة سبحانه : " قل أنى أمرت أن اعبد الله مخلصا  له  الدين "وثانيا:من قول المصطفى (صلى الله علية وسلم )"إنما الإعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى "وقوله : "أن الله لينظر إلى صوركم وأموالكم , وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " فلنظر إلى القلوب نظر إلى النيات , إذ النية هي الباعث على العمل والدافع إليه , ومن قولة (صلى الله علية وسلم)"من هم بحسنة ولم يعملها  كتبت له حسنة " فبمجرد الهم الصالح   كان العمل صالحا يثبت به الأجر وتحصل به المثوبة وذلك لفضيلة النية الصالحة , وفى قولة (صلى الله علية وسلم ) " الناس أربعة : رجأتاه الله عز وجل علما ومالا فهو يعمل بعمله في ماله , فيقول رجل لو اتانى الله تعالى مثلما أتاه الله لعلمت كما عمل . فهما في الأجر سواء , ورجل أتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله , فيقول رجل : لو اتانى الله مثلما اتاه عملت كما يعمل , فهما فى الوزر سواء" فأثيب ذو النية الصالحة بثواب العميل الصالح , ووزر صاحب النية الفاسد ة بوزر صاحب العمل الفاسد , وكان مرد هذا إلى نية وحدها .
ومن قولة( صلى الله علية  وسلم) وهو تبوك : "إن بالمدينة أقوا ما قطعنا وديا ولا وطئينا موطئا يغيظ الكفار. ولا أنفقنا نفقة , ولا أصابتنا مخصمةالاشركونا فى ذلك وهم بالمدينة "فقيل له كيف ذلك يا رسول الله فقال : "حبسهم العذر ركوا بحسن النية"فحسن النية إذا هو الذي جعل غير الغازي في الأجر , وجعل غير المجاهد يحصل على اجر كأجر المجاهد , ومن قولة )صلى الله علية وسلم) "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " فقيل : يارسول الله , هذا القاتل , فما بال المقتول ؟ فقال : لأنة أراد قتل صاحبة " فسوت النية الفاسدة والإرادة السيئة بين قاتل مستوجب للنار وبين مقتول لولا نيته الفاسدة لكان من أهل الجنة ", ومن قولة (صلى الله علية وسلم ) " أيما رجل أصدق امرأة صداقا والله يعلم أنه لايريد أداءه اليها , فغر بها واستحل فرجها بالباطل , لقى الله يوم يلقاه وهو زان ,وأيما رجل أدان من رجل دينا والله يعلم منه أنه لايريد أداءه الية فغر بالله واستحل ماله بالباطل , لقى الله عز وجل يوم يلقاه وهو سارق " فابنيه السيئة انقلب المباح حراما , والجائز ممنوعا , وما كان خاليا من الحرج  أصبح ذا حرج .  كل هذا يؤكد مايعتقده المسلم في خطر النية وعظم شأنها وكبير أهميتها , فلزا هو يبنى  سائر أعماله على صالح النيات ,كما يبذل جهده في ألا يعمل عملا بدون نية ,أونية غير صالحة ,اذ النية روح العمل وقوامه , صحته من صحبتها وفساده من فسادها , والعمل بدون نية صاحبة مراء متكلف ممقوت .     وكما يعتقد المسلم أن النية ركن  الإعمال وشروطها , فانه يرى أن النية ليست مجرد لفظ بالسان(اللهم نويت كذا ) ولاهي حديث نفس فحسب , بل هي  انبعاث القلب نحو العمل الموافق لغرض صحيح من جلب نفع وأدفع ضر , حالا أو مالا ,كما هي الإرادة المتوجهة تجاه الفعل لا ابتغاء رضا الله , أو امتثال أمره.والمسلم اذ يعتقد أن العمل المباح ينقلب بحسن النية طاعة ذات أجر ومثوبة وان الطاعة إذا خلت من النية صالحه تنقلب معصية ذات وزر وعقوبة , ليرى أن المعاصي تؤثر فيها النية الحسنة فتنقلب طاعة , فالذي يغتاب شخصا خاطر شخص أخر هو عاص لله تعالى أثم نيته الحسنه فى نظرة , والذي يبنى مسجدا بمال الحرام لا يثاب عليه , والذي يحضر حفلات الرقص والمجون , أو يشترى (أوراق اليانصيب) بنيه تشجيع المشاريع الخيرية , أو لفائدة جهاد ونحو, هو عاص لله تعالى أثم غير مأجور , والذي يبنى القباب على قبور الصالحين , أويزبح لهم , أو ينذر لهم النذور بنية محبة الصالحين هو عاص لله تعالى  أثم على عمله ,ولو كانت نيته صالحه كما يراها ,إذا لا ينقلب بالنية الصالحة طاعة ألا ماكان مباحا مأذونا في فعلة فقط , أما المحرم فلا ينقلب طاعة بحال من الأحوال .

الأحد، 30 أكتوبر 2011

الإيمان بوجوب محبة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم

الإيمان بوجوب محبة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم
و أفضليتهم و إجلال أئمة الإسلام وطاعة ولاة أمور المسلمين

يؤمن المسلم بوجودب محبه أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم و آل بيته و أفضليتهم علي من سواهم من المؤمنين والمسلمين ، وأنهم فيما بينهم متفاوتون في الفضل وعلو الدرجة بحسب أسبقيتهم في الإسلام .
فأفضليتهم : الخلفاء الراشدون الأربعه : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالي عنهم اجمعين ثم العشرة المبشرون بالجنه وهم الراشدون الأربعه وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة عامر بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف ثم أهل بدر ثم المبشرون بالجنة من غير العشرة كفاطمة الزهراء وولديها الحسن والحسنين وثابت بن قيس و بلال بن رباح وغيرهم ثم أهل بيعة الرضوان وكانوا ألفا و أربعمائة صحابي رضي الله عنهم أجمعين
   كما يؤمن المسلم بوجوب إجلال أئمة الإسلام واحترامهم وتوقيرهم والتأدب معهم عند ذكرهم وهم أئمة الدين و اعلام الهدي كالقراء والفقهاء والمحدثين والمفسرين من التابعين وتابعي تابيعهم رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين .
    كما يؤمن المسلم بواجب طاعه ولاة أمور المسلمين وتعظيمهم واحترامهم والجهاد معهم والصلاة خلفهم وحرمة الخروج عليهم ولذا فهو يلتزم  حيال كل المذكورين بآداب خاصة
أما أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم و آل بيته فإنه :
1-     يحبهم لحب الله تعالي وحب رسوله صلي الله عليه وسلم لهم إذ أخبر تعالي أنه يحبهم ويحبونه في قوله : ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومه لائم ) المائدة : 54 ،  كما قال في وصفهم : ( محمد رسول الله  والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم ) الفتح : 29 ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( الله الله في اصحابي لا تتخذونهم عرضاً بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي الله ، ومن آذي الله يوشك أن يأخذه )
2-      يؤمن بأفضليتهم علي غيرهم من سائر المؤمنين والمسلمين لقوله تعالي في ثنائه عليهم ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه و أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) التوبة : 100                                                                                    وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي فغن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نضيفه
3-       أن يري أن أبا بكر الصديق أفضل أصحاب رسول الله صلي اللع عليه وسلم ومن دونهم علي الإطلاق و أن الذين يلونه في الفضل هم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين وذلك لقوله صلي الله عليه وسلم ( لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي ) وقول أبن عمر رضي الله عنهما : كنا نقول والنبي صلي الله عليه وسلم حي  : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم فلم ينكرها ، ولقول علي رضي الله عنه خير الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ولو شئت لسميت الثالث – يعني عثمان  - رضي الله عنهم أجمعين .
4-               أن يقر بمزاياهم ويعترف بمناقبهم  ، كمنقبة أبي بكر وعمر وعثمان في قول الرسول صلي الله عليه وسلم لأحد وقد رجف بهم وهم فوقه : " اسكن أحد إنما عليك نبي وصديق وشهيدان " . وكقوله لعلي رضي الله عنه : " أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي ؟ " ، وقوله : " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة " ، وكقوله للزبير بن العوام  " إن لكل نبي حواريا ، و إن حواريي الزبير بن العوام رجل صالح ، وكقوله في الحسن والحسين : " اللهم أحبهما فإني أحبهما وقوله لعبد الله بن عمر " إن عبد الله رجل صالح وقوله  زيد بن حارثه : " أنت أخونا ومولانا " ، و قوله لجعفر بن أبي طالب : " أشبهت خلقي وخلقي ، وقوله لبلال بن رباح : " سمعت دف تعليك بين يدي في الجنة وكقوله  في سالم مولي أبي حذيفة وعبد الله بن مسعود و أبي بن كعب ومعاذ بن جبل : " استقرئوا  القرآن من أربعه من عبد الله بن مسعود وسالم مولي أبي حذيفة و أبي بن كعب ومعاذ بن جبل " وكقوله في عائشة : " وفضل عائشة علي النساء ، كفضل الثريد علي سائر الطعام وكقوله في الأنصار : " لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شعباً لسلكت في وادي الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ت وقال " الأنصار لا يحبهم إلا المؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله " ، وكقوله في سعد بن معاذ : " أهتز العرش لموت سعد بن معاذ ، وكمنقبة أسيد بن حضير ، إذ كان مع أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فلما خرجا إذا نور بين أيديهما يمشيان فيه فلما تفرقاً تفرق النور معهما ، وكقوله لأبي بن كعب : " إن الله أمرني أن اقرأ عليك : " لم يكن الذين كفروا ...... ) قال وسماني ؟ ! قال : " نعم " فبكي أبي ، وكقوله في خالد بن الوليد بين فئتين من المسلمين " ،  وكقوله في  الحسن : " وكقوله في أبي عبيدة : " لكل أمة أمين و إن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة أبن الجراح رضي الله عنهم و أرضاهم أجمعين
5-          يكف عن ذكر مساوئهم ويسكت عن الخلاف الذي شجر بينهم لقول الرسول صلي الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي " وقوله : " لا تتخذوهم غرضاً بعدي وقوله : " فمن آذاهم فقد أذاني ومن آذاني فثد آذي الله ومن آذي الله يوشك أن يأخذه  "
6-        أن يؤمن بحرمة زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم ، و أنهن طاهرات مبرآت وأن يترضي عليهن ويري أن افضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر وذلك لقول الله تعالي : ( التبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم ) الأحزاب :6
 و أما أئمة الإسلام من قراء ومحدثين وفقهاء فإنه :     

1-    يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ، ويعترف لهم بالفضل لأنهم ذكروا في قول الله تعالي : ( والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ) التوبة : 100 ، وفي قول الرسول صلي الله عليه سولم : ( خيركم قرني ثم يلونهم ثم الذين يلونهم " فعامة القراء والمحدثين والفقهاء والمفسرين كانوا من أهل هذه القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بالخير وقد أثني الله علي المستغفرين لمن سبقوا بالإيمان في قوله : ( ربنا ا غفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) الحشر : 10 ، فهو إذا يستغفر لكل المؤمنين والمؤمنات .
2-    لا يذكرهم إلا بخير ، ولا يعيب عليهم قولاً ولا رأياً ، ويعلم أنهم كانوا مجتهدين مخلصين فيتأدب معهم عند ذكرهم ويفضل رأيهم علي راي من بعدهم وما رأوه علي ما رآه من أتي بعدهم من علماء وفقهاء ومفسرين ومحدثين ولا يترك قولهم إلا لقول الله أو قول رسوله صلي الله عليه وسلم ، أو قول صحابته رضوان الله عليهم أجمعين .
3-    أن ما دونه الأئمة الأربعة : مالك والشافعي و أحمد و أبو حنيفة وما رأوه وقالوه من مسائل الدين والفقه ، والشرع هو مستمد من كتاب الله وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم ، وليس لهم إلا ما فهموه من هذين الأصلين أو استبطوه منهما أو قاسوه عليهما ، إذ أغوزهما النص منهما أو الإشارة أو الإيمان فيهما .
4-    يري أن الأخذ بما دونه أحد هؤلاء  الأعلام من مسائل الفقه والدين جائز و أن العمل به عمل بشريعة الله عز وجل ما لم يعارض بنص صريح من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، فلا يترك قول الله أو قول رسوله صلي الله عليه وسلم لقول أحد من خلقة كائناً من كان ، وذلك  لقوله تعالي : " يا أيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله " الحجرات : 1 ، وقوله : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا ) الحشر : 7 ، و قوله : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) الأحزاب : 36 ، و قوله صلي الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد  وقوله صلي الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) .
5-    يري أنهم بشر يصيبون ويخطئون ، فقد يخطئ أحدهم الحق في مسالة ما من المسائل ، لا عن قصد وعمد حاشاهم ولكن عن غفلة أو سهو ، أو لنسيان أو عدم إحاطة ، فلهذا ، المسلم لا يتعصب لرأي أحدهم دون آخر بل له أن يأخذ عن أي واحد منهم ولا يرد قولهم إلا لقول الله أو قول رسول الله صلي الله عليه وسلم
6-    يعذرهم فيما اختلفوا فيه من بع1ض مسائل الدين الفرعية ويري أن أختلافهم جهلاً منهم ولا عن تعصب لآرائهم و إنما كان : غما ان المخالف لم يبلغه الحديث ، أو رأي نسخ هذا الحديث الذي لم يأخذ به أو عارضه حديث أخر بلغه فرجحه عليه أو فهم منه ما لم يفهمه غيره إذ من الجائز أن تختلف الأفهام في مدلول اللفظ فيحمله كل علي فهمه الخاص ومثال هذا ما فهمه الإمام الشافعي رحمة الله من نقض الوضوء بمس المرأة مطلقاً فهما من قوله تعالي : ( أو لامستم النساء ) المائدة : 6 ، فقد فهم من ( أو لامستم ) : المس ولم ير غيره فقال بوجوب الوضوء بمجرد المس وفهم غيره أن المراد الملامسة في الآية الجماع فلم يوجبوا الوضوء بمجرد المس  بل لابد من قدر زائد كالقصد أو وجود اللذة أو وجود اللذة
وقد يقول قائل : لم لا يتنازل الشافعي عن فهمه ليوافق باقي الأئمة  ويقطع دابر الخلاف عن الأمة .
الجواب : أنه لا يجوز له أبداً أن يفهم عن ربه شيئاً لا يخالجة فيه أدني ريب ثم يتركه لمجرد رأي أو فهم إمام أخر فيصبح متبعاً ببقول الناس تاركاً لقول الله وهو من أعظم الذنوب عند الله سبحانة وتعالي
نعم . لو أن فهمه من النص عارضه نص صريح من كتاب أو سنة لوجب عليه التمسك بدلالة النص الظاهرة ويترك ما فهمه من ذلك اللفظ الذي دلالته ليست نصاً صريحاً ولا ظاهراً إذ لو كانت دلالته قطعية لما اختلف فيها أثنان من عامة الأمة فضلاً عن الأئمة
و أما ولاة أمور المسلمين فإنه :
1- يري وجوب طاعتهم لقوله تعالي : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله  وأطيعوا الرسول و أولي الأمر النساء : 59 ، ولقول رسول الله صلي الله لعيه وسلم : ( اسمعوا و أطيعوا و إن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ) ، وقوله صلي الله عليه وسلم ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله ، ومن أطاع أميري فقد اطاعني ومن عصي أميري فقد عصاني )
ولكن لا يري طاعتهم في معصية الله عز وجل لأن طاعة الله مقدمة علي طاعتهم في قوله تعالي : ( ولا يعصينك في معروف ) الممتحنة : 12 ) ، ولأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : ( إنما الطاعة في  المعروف ، وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وقوله : (لا طاعة في معصية الله  وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم : ( السمع والطاعة علي المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )
و أما ولاة أمور المسلمين فإنه :
1-  يري وجوب طاعتهم لقوله تعالي : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله  وأطيعوا الرسول و أولي الأمر ( النساء : 59 ، ولقول رسول الله صلي الله لعيه وسلم : ( اسمعوا و أطيعوا و إن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ) ، وقوله صلي الله عليه وسلم ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله ، ومن أطاع أميري فقد اطاعني ومن عصي أميري فقد عصاني )
ولكن لا يري طاعتهم في معصية الله عز وجل لأن طاعة الله مقدمة علي طاعتهم في قوله تعالي : ( ولا يعصينك في معروف ) الممتحنة : 12 ) ، ولأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : ( إنما الطاعة في  المعروف ، وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وقوله : (لا طاعة في معصية الله ) وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم : ( السمع والطاعة علي المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )
2- يري حرمة الخروج عليهم  أو إعلان معصيتهم لما في ذلك من شق عصا الطاعة علي سلطان المسلمين ، ولقول الرسول صلي الله عليه وسلم ( من كره من أمير شيئاً فليصبر ، فغنه من خرج من السلطان شبراًُ مات ميتة جاهلية ) وقوله :( من أهان السلطان أهانه الله )
3- أن يدعو لهم بالصلاح والسداد والتوفيق والعصمة من الشر ومن الوقوع في الخطأ إذ صلاح الأمة في صلاحهم وفسادهم و أن ينصح لهم في غير إهانة وانتقاض كرامة لقوله صلي الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ) قلنا : لمن ؟ قال : ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .
4- أن يجاهد وراءهم ويصلي خلفهم و إن فسقوا وارتكبوا  المحرمات التي هي دون الكفر لقوله صلي الله عليه وسلم لمن سأله عن طاعة أمراء السوء : ( اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حلموا وعليكم ما حلمتم ) وقول عبادة بن الصامت : بايعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا و ألا ننازع الأمر أهله . قال : ( إلا أن تروا كفراً بواحا عندكم فيه من الله برهان ) .