الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

: آداب النية


يؤمنا لمسلم بخطر شأن النية , وأهميتها لسائر أعمالة الدنينيه والدنيوية , إذ جميع الإعمال تتكيف بها, وتكون بحسها فتقوى وتضعف , وتصح وتفسد  وتبعا لها , وإيمان المسلم هذا بضرورة النية لكل الإعمال ووجوب إصلاحها مستمد أولا من قول الله تعالى :"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " وقولة سبحانه : " قل أنى أمرت أن اعبد الله مخلصا  له  الدين "وثانيا:من قول المصطفى (صلى الله علية وسلم )"إنما الإعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى "وقوله : "أن الله لينظر إلى صوركم وأموالكم , وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " فلنظر إلى القلوب نظر إلى النيات , إذ النية هي الباعث على العمل والدافع إليه , ومن قولة (صلى الله علية وسلم)"من هم بحسنة ولم يعملها  كتبت له حسنة " فبمجرد الهم الصالح   كان العمل صالحا يثبت به الأجر وتحصل به المثوبة وذلك لفضيلة النية الصالحة , وفى قولة (صلى الله علية وسلم ) " الناس أربعة : رجأتاه الله عز وجل علما ومالا فهو يعمل بعمله في ماله , فيقول رجل لو اتانى الله تعالى مثلما أتاه الله لعلمت كما عمل . فهما في الأجر سواء , ورجل أتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله , فيقول رجل : لو اتانى الله مثلما اتاه عملت كما يعمل , فهما فى الوزر سواء" فأثيب ذو النية الصالحة بثواب العميل الصالح , ووزر صاحب النية الفاسد ة بوزر صاحب العمل الفاسد , وكان مرد هذا إلى نية وحدها .
ومن قولة( صلى الله علية  وسلم) وهو تبوك : "إن بالمدينة أقوا ما قطعنا وديا ولا وطئينا موطئا يغيظ الكفار. ولا أنفقنا نفقة , ولا أصابتنا مخصمةالاشركونا فى ذلك وهم بالمدينة "فقيل له كيف ذلك يا رسول الله فقال : "حبسهم العذر ركوا بحسن النية"فحسن النية إذا هو الذي جعل غير الغازي في الأجر , وجعل غير المجاهد يحصل على اجر كأجر المجاهد , ومن قولة )صلى الله علية وسلم) "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " فقيل : يارسول الله , هذا القاتل , فما بال المقتول ؟ فقال : لأنة أراد قتل صاحبة " فسوت النية الفاسدة والإرادة السيئة بين قاتل مستوجب للنار وبين مقتول لولا نيته الفاسدة لكان من أهل الجنة ", ومن قولة (صلى الله علية وسلم ) " أيما رجل أصدق امرأة صداقا والله يعلم أنه لايريد أداءه اليها , فغر بها واستحل فرجها بالباطل , لقى الله يوم يلقاه وهو زان ,وأيما رجل أدان من رجل دينا والله يعلم منه أنه لايريد أداءه الية فغر بالله واستحل ماله بالباطل , لقى الله عز وجل يوم يلقاه وهو سارق " فابنيه السيئة انقلب المباح حراما , والجائز ممنوعا , وما كان خاليا من الحرج  أصبح ذا حرج .  كل هذا يؤكد مايعتقده المسلم في خطر النية وعظم شأنها وكبير أهميتها , فلزا هو يبنى  سائر أعماله على صالح النيات ,كما يبذل جهده في ألا يعمل عملا بدون نية ,أونية غير صالحة ,اذ النية روح العمل وقوامه , صحته من صحبتها وفساده من فسادها , والعمل بدون نية صاحبة مراء متكلف ممقوت .     وكما يعتقد المسلم أن النية ركن  الإعمال وشروطها , فانه يرى أن النية ليست مجرد لفظ بالسان(اللهم نويت كذا ) ولاهي حديث نفس فحسب , بل هي  انبعاث القلب نحو العمل الموافق لغرض صحيح من جلب نفع وأدفع ضر , حالا أو مالا ,كما هي الإرادة المتوجهة تجاه الفعل لا ابتغاء رضا الله , أو امتثال أمره.والمسلم اذ يعتقد أن العمل المباح ينقلب بحسن النية طاعة ذات أجر ومثوبة وان الطاعة إذا خلت من النية صالحه تنقلب معصية ذات وزر وعقوبة , ليرى أن المعاصي تؤثر فيها النية الحسنة فتنقلب طاعة , فالذي يغتاب شخصا خاطر شخص أخر هو عاص لله تعالى أثم نيته الحسنه فى نظرة , والذي يبنى مسجدا بمال الحرام لا يثاب عليه , والذي يحضر حفلات الرقص والمجون , أو يشترى (أوراق اليانصيب) بنيه تشجيع المشاريع الخيرية , أو لفائدة جهاد ونحو, هو عاص لله تعالى أثم غير مأجور , والذي يبنى القباب على قبور الصالحين , أويزبح لهم , أو ينذر لهم النذور بنية محبة الصالحين هو عاص لله تعالى  أثم على عمله ,ولو كانت نيته صالحه كما يراها ,إذا لا ينقلب بالنية الصالحة طاعة ألا ماكان مباحا مأذونا في فعلة فقط , أما المحرم فلا ينقلب طاعة بحال من الأحوال .

هناك تعليق واحد: