الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الادب مع كلام الله تعالى (القران الكريم


يؤمن المسلم بقدسية الله سبحانة وتعالى , وشرفة وافضليتة على سائر الكلام , وان القران الكريم كلام الله الذى لا يأتية الباطل من بين يدية ولا من خلفة ومن قال بة صدق , ومن حكم بة العدل , وان أهلة هم أهل الله وخاصتة , والمتمسكون بة ناجون فاؤزون والمعرضون عنه هالكى خاسرون . ويذيد فى الايمان المسلم بعظمه كتاب الله جل جلالة وقدسيتة وشرفة ماورد فى فضله عن المنزل علية , والموحى بة الية صفوة الخلق سيدنا محمد بن عبد الله (ص) وفى مثل قولة :"اقرؤا القران فانه يجئ يوم القيامه شفيعا لصاحبة" وقولة: "ان القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد" فقيل: يارسول الله , وما جلاؤها ؟ "تلاوة القرءان وذكر الموت "وقد جاء مرة الرسول (ص) أحد خصومة الالداء يقول:يامحمد , اقأ على القران الكريم , فيقرا ولم يفرغ الرسول (صلى الله علية وسلم) من تلاوتها حتى يطالب الخصم الالد باعادتها مدهوشا بجلال لفظها , وقدسية معانيها , مأخوذا ببياناتها , مجذوبابقوة تأثيرها , ولم يلبث أن رفع عقيرتة بتسجيل اعترافه , وتقرير شهادته بقدسية كلام الله وعظمته , اذ قال بالحرف الواحد : والله ان له لحلاوة , وان علية لطلاوة , وان أسفلة لمورق , وان أعلاة لمثمر , وما يقول هذا بشر .
ولهذا كان المسلم زيادة على أنة يحل حلالة ويحرم حرامة ويلتزم بادابة , والتخلق بأخلالقة , فأنة يلتزم عند تلاوتة بالاداب التالية:  
1-      أن يقرأة على أكمل الحالات , من الطهارة , واستقبل القبلة , وجلوس فى أدب ووقار .
2-      أن يرتلة ولا يسرع فى تلاوتة , فلا يقرؤة فى أقل من ثلاث ليال , لقولة (صلى الله علية وسلم )" ومن قرأالقرءان ثلاث ليال لم يفقهه"وأمر الرسول (ص) عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن يختم القران فى كل سبع , كما كان عبد الله بن مسعود عثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضى الله عنهم يختمونة فى كل أسبوع مرة.
3-      أن يلتزم الخشوع عند تلاوتة, وأن يظهر الحزن وأن يبكى أو يتباكى أن لم يستطع البكاء , لقول الرسول (صلى الله علية وسلم) "ان هذا القران نزل بحزن , فاذا قرأتموة فابكوا , فان لم تبكوا فتباكوا"
4-      أن يحسن صوتة بة :لقولة (صلى الله علية وسلم ) "زينوا القران بأصواتكم " فى قولة(ص) "ليس منا من لم يتغن بالقران " وقولة (صلى الله علية وسلم) ماأزن الله لشئ ما أزن لنبى يتغنى بالقران "
5-      أن يسر تلاوتة ان خشى على نفسة رياء أو سمعه , أوكان يشوش بة على مصل لما ورد عنه (ص) " الجاهر بالقران كالجاهر بالصداقة " ومن المعلوم أن الصدقة تستحب سريتها الا أن يكون فى الجهر فائدة مقصودة كحمل الناس على بفعلها مثلا , وتلاوة القران كذلك .
6-      أن يتلوة بتدبروتفكير مع تعظيم له واستحضار القلب وتفهم لمعانية وأسرارة .
7-      الايكون عند تلاوتة من الغافلين عنه المخالفين لة, اذ انة قد يتسبب فى لعن نفسة بنفسة , لانة ان قرا "فنجعل لعنه الله على الكاذبين " أو " لعنة الله على الظالمين " وكان كاذبا أو ظالما فأنة يكون لاعنا لنفسة , والرواية التالية تبين مقدار خطأ المعرضين عن كتاب الله الغافلين عنه المتشاغلين بغيرة , فقد روى أنة جاء فى التوراة أن الله تعالى يقول : أما تستحى منى يأتيك كتاب من بعض أخوانك , وأنتفى الطريق تمشى , كتابى أنزلتة اليك , انظر كيف فصلت لك فية من القول , وكم كررت عليك فية لتتامل طولة وعرضة ثم أنت معرض عنه  , فكنت أهون عليك من بعض اخوانك ..ياعبدى , يقعد اليك بعض اخوانك فتقبل الية بكل وجهك , وتصغى الى حديثة بكل قلبك               , فان تكلم متكلم أو شغلك شاغل عن حديثة أو مأت الية أن كف , وهأنا مقبل عليك ومحدث , وانت معرض بقلبك عنى , أفجعلتنى أهون عندك من بعض أخوانك؟
8-      يجتهد فى أن يتصف بصفات أهلة الذين هم أهل الله وخاصتة , وان يتسم بسماتهم كما قال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : ينبغى لقارئ القران أن يعرف بليلة اذا الناس نائمون , وبنهارة اذ الناس مفطرون , وببكائة اذ الناس يضحكون , وبورعه اذ الناس يخلطون , وبصمتة اذ الناس يخوضون, وبخشوعه اذ الناس يختالون , وبحزنة اذ الناس يفرحون . وقال محمد بن كعب : كنا نعرف قارئ القران بصفرة لونة (يشير الى سهرة وطول تجهدة ) وقال وهيب بن الورد : قيل لرجل ألاتنام ؟ قال: ان عجائب القران أن اطران نومى . انشد ذو النون قولة:
منع القران بوعده ووعيده          مقل العيون بليلها لاتهجع  ,فهموا عن الملك العظيم كلامة فهما تذل لة الرقاب وتخضع.      

: الأدب مع الله عز وجل


المسلم ينظر الىما لله تعالى عليه من منن لاتحصى , ونعم لا تعد , اكتنفته من ساعه علوقة نطفه فى رحم امه , وتسايرة الى أن يلقى ربه عز وجل فيشكر الله على عليها بلسانه بحمده والثناء علية بما هو أهلة , وبجوارحة تسخر ها فى طاعته , فيكون هذا ادبا منه مع الله سبحانة وتعالى , اذ ليس من الاداب فى شئ كفران النعم , وجحود فضل النعم , والنكران لة ولاحسانة و إنعامه , والله سبحانه يقول : " وما بكم من نعمه فمن الله "ويقول سبحانه" وان تعدوا نعمه الله لا تحصوها"
ويقول جل جلاله :" فا اذكروني ازكركم واشكروا لي ولا تكفرون"
وينظرالمسلم الى عملية به اطلاعه على جميع احواله فيمتلئ قلبه منة مهابه , ونفسة له وقارا وتعظيما , فيخجل من معصيته , ويستحى من مخالفتة , والخروج عن طاعه, فيكون هذا أدبا منه مع الله تعالى, اذا ليس من الادب فى شئ ان يجاهر العبد سيدة بالمعاصى , او يقابلة بالقبائح والرذائل وهو شهيد وينظر اليه . قال تعالى ط مالكم لاترجون لله وقارا ,وقد خلقكم أطوار " وقال " والله يعلم ما تسيرون وما تعلنون " وقال:"وماتكون فى شأن وما تتلو منه من قران ولا تعلمون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفضون  فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الارض ولا فالسماء "وينظر المسلم اليه تعالى وقد قدر علية , وأخذبناصيتة , وأنة لامفر له ممن لامفر منة , من دابة الا هو اخذ بناصيتها " وقال عز وجل "ففروا الى الله انى لكم منة نذير مبين .
وقال " وعلى الله فتوكلو ان  كنتم مؤمنين "     وينظر المسلم الى الطاف الله تعالى  بة فى جميع أمورة , الى رحمته  لة ولسائر خلقة فيطمع فى المذيد من ذلك , فيتضرع لة بخالص الضراعه والدعاء , ويتوسل الية بطيب القول وصالح العمل , فيكون هذا أدبا منة مع الله مولاة , اذليس من الادب فى شئ اليأس من المذيد من رحمة وسعت كل شئ , ولا القنوط من احسان قد عم البرايا , وألطاف قدانتظمت الوجود . قال تعالى " ورحمتى وسعت كل شئ " وقال  الله لطيف بعبادة ""ولاتياسو من روح الله ""لاتقنطوا من رحمة الله "
وينظر المسلم الى شدة بطش ربه , والى قوة انتقامة , والى سرعة حسابة فيتقية بطاعتة,ويتوقاة بعدم معصيتة فيكون هذا أدبا منة مع الله , اذ ليس من الاداب ند ذوى الالباب أن يتعرض بمعصية والظلم العبد الضعيف العاجز للرب العزيز القادر , والقوى القاهر وهو يقول :  "اذا أراد الله بقوم سوءا فلا مراد له ومالهم من دونه من وال " ويقول :"ان بطش ربك لشديد " ويقول : " والله عزيز ذو انتقام " وينظر المسلم الى الله عز وجل عند معصيتة , والخروج من طاعتة , وكأن وعيدة قد تناولة , وعذابة قد نزل بة , وعقابة قد حل بساحته , كما ينظر الية وتعالى عند طاعتة , واتباع شرعيته , وكأن وعده قد صدقه لة ,وكأن وعده قد صدقة لة , وأن حلة رضاة قد خلعها علية , فيكون هذا من المسلم حسن ظن بالله , اذ ليس من الادب أن يسئ المرء الظن بلله فيعصية ويخرج عن طاعته , ويظن أنة غير مطلع علية , ولا يؤخذ له على ذنبه , وهو يقول :"ولكن ظننتم ان الله ان يعلم كثيرا مما تعملون *وذلكم ظنكم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين "كما أنة ليس من الادب مع الله أن يتقيه المرء ويطيعه  ويظن أنه غير مجازيه بحسن عمله , ولاهو قابل منه طاعته وعبادته , وهو عزوجل يقول:"من يطع الله ورسولة ويخشى الله ويتقة فاولئك هم الفائزون" ويقول تعالى " من جاء بلحسنة فلة عشر أمثالها ومن جاء بلسيئة فلا يجزى الامثلها وهم لا يظلمون " ويقول سبحانة "من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينة حياة طيبة ولنجزينهم أ؟جرهم بأحسن ماكانو يعلمون " وخلاصة القول :أن أشكر المسلم ربة على نعمه , وحياءة منة عند الميل الى معصيتة , وصدق الانابة الية , والتوكل علية ورجاء رحمته , والخوف من نقمتة , وحسن الظن الظن بة فى انجاز وعده , وانفاد وعيد فيمن شاء من عبادة هو أدبة مع الله , وبقدر تمسكة بة ومحافظتة علية تعلو درجتة , ويرفع مقامة وتسمو مكانتة وتعظم كرامتة فيصبح من اهل ولاية الله ورعاتية ,ومحط رحمتةومنزل نعمته , وهذا أقصى مايطلبة المسلم ويتمناة طول الحياة . اللهم ارزقنا ولايتك , تحرمنا رعايتك , واجعلنا لديك من المقربين , يالله  يارب العالمين .     
     

: آداب النية


يؤمنا لمسلم بخطر شأن النية , وأهميتها لسائر أعمالة الدنينيه والدنيوية , إذ جميع الإعمال تتكيف بها, وتكون بحسها فتقوى وتضعف , وتصح وتفسد  وتبعا لها , وإيمان المسلم هذا بضرورة النية لكل الإعمال ووجوب إصلاحها مستمد أولا من قول الله تعالى :"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " وقولة سبحانه : " قل أنى أمرت أن اعبد الله مخلصا  له  الدين "وثانيا:من قول المصطفى (صلى الله علية وسلم )"إنما الإعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى "وقوله : "أن الله لينظر إلى صوركم وأموالكم , وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " فلنظر إلى القلوب نظر إلى النيات , إذ النية هي الباعث على العمل والدافع إليه , ومن قولة (صلى الله علية وسلم)"من هم بحسنة ولم يعملها  كتبت له حسنة " فبمجرد الهم الصالح   كان العمل صالحا يثبت به الأجر وتحصل به المثوبة وذلك لفضيلة النية الصالحة , وفى قولة (صلى الله علية وسلم ) " الناس أربعة : رجأتاه الله عز وجل علما ومالا فهو يعمل بعمله في ماله , فيقول رجل لو اتانى الله تعالى مثلما أتاه الله لعلمت كما عمل . فهما في الأجر سواء , ورجل أتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله , فيقول رجل : لو اتانى الله مثلما اتاه عملت كما يعمل , فهما فى الوزر سواء" فأثيب ذو النية الصالحة بثواب العميل الصالح , ووزر صاحب النية الفاسد ة بوزر صاحب العمل الفاسد , وكان مرد هذا إلى نية وحدها .
ومن قولة( صلى الله علية  وسلم) وهو تبوك : "إن بالمدينة أقوا ما قطعنا وديا ولا وطئينا موطئا يغيظ الكفار. ولا أنفقنا نفقة , ولا أصابتنا مخصمةالاشركونا فى ذلك وهم بالمدينة "فقيل له كيف ذلك يا رسول الله فقال : "حبسهم العذر ركوا بحسن النية"فحسن النية إذا هو الذي جعل غير الغازي في الأجر , وجعل غير المجاهد يحصل على اجر كأجر المجاهد , ومن قولة )صلى الله علية وسلم) "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " فقيل : يارسول الله , هذا القاتل , فما بال المقتول ؟ فقال : لأنة أراد قتل صاحبة " فسوت النية الفاسدة والإرادة السيئة بين قاتل مستوجب للنار وبين مقتول لولا نيته الفاسدة لكان من أهل الجنة ", ومن قولة (صلى الله علية وسلم ) " أيما رجل أصدق امرأة صداقا والله يعلم أنه لايريد أداءه اليها , فغر بها واستحل فرجها بالباطل , لقى الله يوم يلقاه وهو زان ,وأيما رجل أدان من رجل دينا والله يعلم منه أنه لايريد أداءه الية فغر بالله واستحل ماله بالباطل , لقى الله عز وجل يوم يلقاه وهو سارق " فابنيه السيئة انقلب المباح حراما , والجائز ممنوعا , وما كان خاليا من الحرج  أصبح ذا حرج .  كل هذا يؤكد مايعتقده المسلم في خطر النية وعظم شأنها وكبير أهميتها , فلزا هو يبنى  سائر أعماله على صالح النيات ,كما يبذل جهده في ألا يعمل عملا بدون نية ,أونية غير صالحة ,اذ النية روح العمل وقوامه , صحته من صحبتها وفساده من فسادها , والعمل بدون نية صاحبة مراء متكلف ممقوت .     وكما يعتقد المسلم أن النية ركن  الإعمال وشروطها , فانه يرى أن النية ليست مجرد لفظ بالسان(اللهم نويت كذا ) ولاهي حديث نفس فحسب , بل هي  انبعاث القلب نحو العمل الموافق لغرض صحيح من جلب نفع وأدفع ضر , حالا أو مالا ,كما هي الإرادة المتوجهة تجاه الفعل لا ابتغاء رضا الله , أو امتثال أمره.والمسلم اذ يعتقد أن العمل المباح ينقلب بحسن النية طاعة ذات أجر ومثوبة وان الطاعة إذا خلت من النية صالحه تنقلب معصية ذات وزر وعقوبة , ليرى أن المعاصي تؤثر فيها النية الحسنة فتنقلب طاعة , فالذي يغتاب شخصا خاطر شخص أخر هو عاص لله تعالى أثم نيته الحسنه فى نظرة , والذي يبنى مسجدا بمال الحرام لا يثاب عليه , والذي يحضر حفلات الرقص والمجون , أو يشترى (أوراق اليانصيب) بنيه تشجيع المشاريع الخيرية , أو لفائدة جهاد ونحو, هو عاص لله تعالى أثم غير مأجور , والذي يبنى القباب على قبور الصالحين , أويزبح لهم , أو ينذر لهم النذور بنية محبة الصالحين هو عاص لله تعالى  أثم على عمله ,ولو كانت نيته صالحه كما يراها ,إذا لا ينقلب بالنية الصالحة طاعة ألا ماكان مباحا مأذونا في فعلة فقط , أما المحرم فلا ينقلب طاعة بحال من الأحوال .