السبت، 29 أكتوبر 2011

الإيمان بالله تعالي

الإيمان بالله تعالي :
   المسلم يؤمن بالله تعالي ، بمعني أنه يصدق بوجود الرب تبارك وتعالي  ، وأنه عز وجل فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، رب كل شئ ومليكة ، لا إله إلا هو ولا رب غيره ، و أنه جل وعلا موصوف بكل كمال ، منزه عن كل نقصان ، وذلك لهداية الله تعالي له قبل كل شئ  ثم للأدلة النقلية والعقلية الآتية :-
الأدلة النقلية :
1-  إجبارة تعالي بنفسه عن وجودة وعن ربوبيته للخلق وعن أسمائه وصفاته،وذلك في كتابة الكريم ،ومنه : قولة عز وجل (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثمن استوي علي العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين . ( الأعراف : 54 )
     وقوله لما نادي نبيه موسي علية السلام بشاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة :
( يا موسي إني أنا الله رب العالمين ) ( القصص : 30 ) ، وقوله : ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني
 و أقم الصلاة لذكري )  ( طه : 14 ) .
وقوله في تعظيم نفسه وذكره أسماءه وصفاته : ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم {22} هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون {23} هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسني يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ) ( الحشر : 22-24)
وقوله في الثناء علي نفسه : ( الحمد لله رب العالمين {2} الرحمن الرحيم {3} مالك يوم الدين) الفاتحة : 2-4 
وقوله في خطابنا نحن المسلمين نحن المسلمين : ( إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون )
 (الأنبياء :92 ) ، وفي آية " المؤمنون " : ( و أنا ربكم فأتقوت ) ( المؤمنون : 52)
وقوله في إبطال دعوي وجود رب سواه ، أو  إله غيره في السموات أو في الأرض ، قوله : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) (الأنبياء :22 )
2-   إخبار نحو من مائة و أربعه وعشرين ألفا من الأنبياء والمرسلين بوجود الله تعالي ، وعن ربوبيته للعوالم كلها ، وعن خلقة تعالي وتصرفه فيها ، وعنت أسمائه وصفاته وما منهم من نبي إلا رسول وقد كلمة الله تعالي أو بعث إليه رسولاً أو ألقي في روعه ما يحرم معه أنه كلام الله ووحيه إليه .
فإخبار هذا العدد الكبير من صفوة الخلق وخلاصه البشر يحيل العقل البشري تكذيبه كما يحيل تواطؤ هذا العدد علي الكذب وإخبارهم بما لم يعلموا ويتحققوا ويجزموا بصحته  ويتيقنوا ، وهم من خيار البشر و أطهرهم نفوساً وأرجحهم عقولاً ، وأصدقهم حديثاً
3-  إيمان البلايين من البشر واعتقادهم بوجود الرب سبحانه ، وعبادتهم له وطاعتهم إياه ، في حين أن العادة البشرية جارية بتصديق الواحد والاثنين فضلاً عن الجماعة والأمة والعدد الذي لا يحصي من الناس مع شاهد العقل والفطرة علي صحة ما آمنوا به و أخبروا عنه وعبدوه وتقربوا إليه
4-  إخبار الملايين من العلماء عن وجود الله وعن صفاته و أسمائه وربوبيته لكل شئ وقته علي كل شئ و أنهم لذلك عبدوه و أطاعوه ، و أحبوا له و أبغضوا من أجله . د
الأدلة العقلية
1-  وجود هذه العوالم المختلفة والمخلوقات الكثيرة المتنوعة : يشهد بوجود خالقها وهو الله عز وجل ، إذ ليس هناك في الوجود من ادعي خلق هذه العوالم و إيجادها سواه ، كما أن العقل البشري يحيل وجود شئ بلا موجد ، بل إنه يحيل وجود أبسط شئ بلا موجد ، وذلك كطعام بلا معالج لطبخه أو فراش علي الأرض بلا فارش له فيها ، فكيف إذا بهذه العوالم الضخمة الهائلة من سماء وما حوت من أفلاك وشمس وقمر وكواكب . كلها مختلفة الأحجام والمقادير والأبعاد والسير ، وأرض وما خلق من  إنسان وجان وحيوان ، مع ما بين أجناسها وأفرداها من تباين في الألوان والألسن ، والاختلاف في الإدراك والفهوم ، والخصائص والثبات ، وما أودع فيها من معادن مختلفة الألوان والمنافع ، وما أجري فيها من أنهار  ، وما أحاط بابسها بإبحار ، وما أنبت فيها نبات وأشجار تختلف ثمارها وتتباين أنواعها وطعومها وروائحها وخصائصها وفوائدها .
2-  وجود كلامه عز وجل بين أيدينا : نقرؤه ونتدبره ، ونفهم معانية ، فهو دليل علي وجودة عز وجل ، لأنه يستحيل كلام بلا متكلم ، ولا قول بدون قائل .
فكلامه تعالي دال علي وجودة ، ولا سيما و أن كلامه تعالي قد اشتمل علي أمتن تشريع عرفه الناس ، و احكم قانون حقق الخير الكثير للبشرية ، كما اشتمل علي أصدق النظريات العلمية ، وعلي الكثير من الأمور الغيبية والحوادث التاريخية ، وكان صادقاً في كل ذلك أينما صدق ، فلم يقصر علي طول الزمان والمكان ، ولم تنتقص فيه أدني نظرية من تلك النظريات العلمية ، ولم يتخلف فيه غيب واحد مما أخبر به من الأمور الغيبية ، كما أنه لم يجرؤ مؤرخ – كائناً من كان ، وعلي أن ينقض قصة من القصص العديدة التي ذكرها فكذبها ، أو تقوي حادثة من الحوادث التاريخية التي أشار إليها أو فصلها .
فمثل هذا الكلام الحكيم الصادق يحيل العقل البشري أن ينسبه إلي أحد من البشر ، إذ هو فوق طوق البشر ومستوي معارفهم . و إذا بطل أن يكون كلام بشر فهو كلام خالق البشر ، وهو دليل وجودة تعالي وعلمه وقدرته وحكمته .
3-  وجود هذا النظام الدقيق المتمثل في هذا السنة الكونية في الخلق والتكوين والتنشئة والتطوير والخروج لسائر الكائنات الحية في هذا الوجود ، فإن جميعها خاضع لهذه السنن متقيد بها إلا يستطيع الخروج من الأحوال . فالإنسان مثلا يعلق نطفة في الرحم ثم تمر به أطوار عجيبة لا دخل لأحد غير الله فيها يخرج بعدها بشراً سوياً ، هذا في خلقة وتكوينه ، وكذلك الحال في تنشئته وتطويره ، فمن صبا وطفولة إلي شباب وفتوة ، إلي كهوله وشيخوخة .
وهذه السنن العامة في الإنسان والحيوان هي نفسها في الأشجار والنباتات ، ومثلها الأفلاك العلوية والأجرام السماوية ، فإنها جميعاً خاضعة لما ربطت به من سنن لا تحيد عنها ، ولا تخرج عن سلكها ، لو حدث أن انفرط سلكها ، أو خرجت مجموعة من الكواكب عن مداراتها لخرب العالم و أنتهي شان هذه الحياة .
         علي مثل هذه الأدلة العقلية المنطقية ، والنقلي السمعية ، آمن المسلم بالله تعالي ، وبربوبيته لكل شئ
         وإلهيته للأولين والآخرين ، وعلي هذا الأساس من الإيمان واليقين تتكيف حياة المسلم في جميع الشئون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق