الأحد، 30 أكتوبر 2011

: الإيمان برسالة محمد صلي الله عليه وسلم

 يؤمن المسلم بان النبي الأمي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المنحدر من صلب إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام ، هو عبد الله ورسوله  أرسله إلي كافة الناس أحمرهم وأبيضهم ، وختم بنبوته النبوات ، وبرسالته الرسالات ، فلا نبي بعده ولا رسول أيده بالمعجزات وفضله علي سائر الأنبياء ، كما فضل أمته علي سائر الأمم .. فرض محبته و اوجب طاعته وألزم متابعته ، وخصه بخصائص لم تكن لأحد سواه ، منها الوسيلة والكوثر والحوض والمقام المحمود وذلك للأدلة التقلية والعقلية الأتية :
1-  شهادته تعالي وشهادة ملائكته له 0 علية السلام بالوحي في قوله تعلي : ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعمله والملائكه يشهدون وكفي بالله شهيداً ) النساء : 166
2-  إخباره تعالي علي عموم رسالته وختمك نبوته ووجوب طاعته ومحبته وكونه خاتم النبيين في قوله جلت قدرته : ( يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم ) النسا : 170 ، وفي قوله : ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم علي فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ) المائدة : 19 ، وفي قوله : ( وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين ) الأنبياء : 107 ، وفي قوله : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة و عن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) الجمعة : 2 ، وفي قوله تبارك وتعالي : ( محمد رسول الله ) الفتح : 29 ، وفي قوله ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب : 40   وفي قوله : ( اقتربت الساعة وانشق القمر) القمر : 1  وفي قوله : ( إنا أعطيناك الكوثر ) الكوثر : 1 ، وقوله ( ولسوف يعيط ربك فترضي ) الضحي : 5 ، وقوله  ( عسي أن يبعثك ربك مقاماً محمودا ) الإسراء : 79 ، وقوله سبحانه : ( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول ) النساء : 59  ، وقوله سبحانه وتعالي : ( فل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزاوجكم وعشيرتكم وأموال أقترفتموها وتجارة  تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى ياتي الله بأمره ) التوبة : 24 ، وفي قوله  : ( كنتم خير أمه أخرجت للناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) آل عمران : 31
3-  إخباره صلي الله عليه وسلم  عن نبوته وختم النبوات بها ، وعن وجوب طاعته وعموم رسالته في قوله صلي الله عليه وسلم : ( أنا النبي لا أكذب أنا  ابن عبد المطلب ) وفي قوله : ( إني عبد الله وخاتم النبيين و عن آدم لمجندل في طبنته وفي قوله " مثلي الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتا فأحسنه وجمله إلا موضوع لبنه واحدة فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ فانا اللبنه و أنا خاتم النبيين ) ، وفي قوله : ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى اكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ، وقوله : ( كلكم يدخل الجنه إلا من أبي ) ، قالوا : ومن بأبي  يا رسول الله ؟ قال :      ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبي وفي قوله : ( إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي ) ، وفي قوله : ( فضلت علي الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب واحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً و أرسلت إلي الخلق كافة وختم بي النبيون ، وقوله :       ( من أطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله ومن أطاعة أميري فقد أطاعني ومن عصي أميري فقد عصاني ، وقوله : ( إن الجنة حرمت علي الأنبياء كلهم حتى أدخلها وحرمت علي الأمم حتى يدخلها ، وقوله : ( إذا كان يوم القيامة كنت إمام الأنبياء وخطيبهم وصاحب شفاعتهم ولا فخر وقوله علية السلام : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر يوم القيامة و أول شافع و أو مشفع
4-    شهادة التوراة والإنجيل ببعثته صلي الله عليه وسلم ونبوته وتبشير كل من موسي وعيسي به صلي الله عليه وسلم :  قال تعالي فيما حكاه عن عيسي : ( و إذ قال عيسي ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوارة ومبشراً برسول يأتي بعدي اسمه أحمد ) الصف : 6 ، وقال تعالي :    ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوارة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) الأعراف : 157
  جاء في التوارة : ( ( سوف أقيم لهم نبياً مثلك من بين إخوانهم  ، واجعل كلامي في فيه ويكلمهم بكل شئ أمره به ، ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم باسمي فانا أكون المنتقم من ذلك )
فهذه البشارة الثابتة في التوارة اليوم تشهد نبوة نبينا صلي الله عليه وسلم ، ورسالته ووجوب اتباعه ، ولزوم طاعته وهي حجة علي اليهود و إن تاولها وجحدوها فقوله تعالي : ( سوف أقيم لهم نبياً ) يشهد بلا شك لنبوته ورسالته صلي الله عليه وسلم ، إذا المخاطب هنا هو موسي عليه السلام وهو نبي ورسول ، ومن كان مثله فهو نبي ورسول ، وقوله : ( من بين إخوانهم ) صريح في أنه محمد صلي الله عليه وسلم ، وقوله : ( و أجعل كلامي في فيه لا ينطبق إلا علي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ، لأنه هو الذي يقرأ كلام الله ويحفظه وهو القرآن الكريم ، وقوله : ( يكلمهم بكل شئ ) شاهد كذلك ، إذ النبي صلي الله عليه وسلم تكلم بغيب لم يتكلم به نبي سواه إذ أخبر ببعض ما كان  وما يكون يوم القيامة
وجاء في التوارة ما نصه : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك مبشراً ونذيراً ، وحرزاً للميين ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل وليس بفظ ولا غليظ  ولا صخاب في الأسواق ولا يدقع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ويغفر ، ولن يقبضة الله حتي يقيم به الله العوجاء بان يقولوا : لا إله إلا الله ، فيفتح به أعينا عميا ، و آذاناً صماً ، وقولباً غلفاً ) وجاء فيها أيضاً : " هم اعاروني بغير الله وأغضبوني بمعبوداتهم الباطلة ، و انا أغيرهم بغير شعب وبشعب جاهل أغضبهم
 فقوله : ( وبشعب جاهل صريح في أنه الشعب  العربي ، إذ هو الشعب الجاهل قبل بعثته صلي الله عليه وسلم حتى إن اليهود كانوا يسمون العرب بالأمين ، كما جاي فيها كذلك قوله : ( فلا يزول القضيب من يهودا ، والمدبر من فخده حتى يحجئ الذي له الكل و إياه تنتظر الأمم ) فمن ذا الذي انتظرته الأمم سوي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ، ولا سيما اليهود فقد كانوا أكثر الناس انتظاراً له ، باعترافاتهم الصريحة ، ولكن الحسد هو الذي حرمهم الإيمان به و اتباعه صلي الله عليه وسلم قال تعالي : ( وكانوا من قبل يستفتحخون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا به فلعته الله علي الكافرين ) البقرة 89 .
كما جاء في الإنجيل البشارات التالية :
1-  في تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في بربة اليهود قائلاً " توبوا لأنه أقترب ملكون السموات ، فقوله  ( اقترب ملكوت السموات ) إشارة إلي محمد صلي الله عليه وسلم كما هو بشارة بقرب بعثته إذ هو الذي ملك وحكم بقانون السماء
2-  قدم لهم مثلاً آخر قالاً : ( يشبه ملكوت السموات حبه خردل أخذها إنسان وزرعها في حقله ، وهي أصغر جميع البذور ، ولكن متي نمت فهي أكبر البقول ، فهذه العبارة في الإنجيل هي عين ما ذكره تعالي في القرآن الكريم ، إذ قال تعالي : ( ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأة فآزرة فأستغلظ فأستوي علي سوقه يعجب الزراع لغيظ بهم الكفار ) الفتح : 29 ، والمراد في ذلك : محمد صلي الله عليه وسلم و أصحابة
3-  " أنطلق لأني إن لم أنطلق لم ياتكم ( البارقليط ) ، فاما إن انطلقت أرسلته إليكم ، فإذا جاء ذاك يوبخ العالم علي خطيئته  ، أليست هذه الجملة من الإنجيل صريحة في التبشير بمحمد صلي الله عليه وسلم ؟! من هو ( البارقليط ) إن لم يكن محمداً ؟ ! ومن هو الذي وبخ العالم علي خطيئته سواه ؟ ! إذهو الذي بعث والعالم يسبح في بحور الفساد والشرور ، والوثنية ضاربة أطنابها حتى في أهل الكتاب ومن هو الذي جاء بعد رفع عيسي يدعو إلي الله رب السموات والأرض غير محمد صلي الله عليه وسلم ؟!
الأدلة العقلية :
1-  ما المانع من أن يرسل الله محمداً رسولاً ، وقد أرسل من قبله مئات المرسلين وبعث آلاف الأنبياء ؟ و إذا كان لا مانع من ذلك عقلاً ولا شرعاً ، فبأي وجه تنكر رسالته وتكفر نبوته صلي الله عليه وسلم إلي عموم الناس؟
2-  الظروف التي اكتشفت بعثته صلي الله عليه وسلم كانت تتطلب رسالة ورسولاً يجدد للبشرية عهد معرفتها بخالقها عز وجل .
3-  انتشار الإسلام بسرعة في أنحاء العالم وأقطار شتي في أنحاء المعمورة ، وقوبل الناس له و إثاره علي غيره من الأديان دليل صدق نبوته صلي الله عليه وسلم .
4-  صحة المبادئ التي جاء بها صلي الله عليه وسلم وصدقها وصلاحيتها وظهور نتائجها طيبة مباركة تشهد أنها من عند الله تعالي ، و أن صاحبها رسول الله ونبيه .
5-    ما ظهر علي يديه صلي الله عليه وسلم من المعجزات والخوارق التي يحيل العقل صدورها علي يد غير نبي ورسول .

    وهذا طرف من تلك المعجزات كما هي ثابتة في الحديث الصحيح الأشبه بالمتواتر الذي لا يكذبه إلا ضعيف العقل أو فاقدة :
1-  انشقاق القمر له صلي الله عليه وسلم : فقد طلب الوليد بن المغيرة وغيرة من كفار قريش آية معجزة منه – عليه السلام – تدل علي صدقة في دعوي النبوة والرسالة ، فأنشق له القمر فرقتين : فرقة فوق الجبل وفرقة دونه ، فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام : " اشهدوا " قال بعضهم : رأيت القمر بين فرجتي الجبل – جبل أبي قبيس – وقد سألت قريش أهل بلاد أخري : هل شاهدوا انشقاق القمر ؟ فأخبروا به كما رأوه ونزل قول الله تعالي : (اقتربت الساعة وانشق القمر (1) و إن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر (2) فكذبوا واتبعوا أهواءهم ) القمر :1-2 .
2-    أصيبت عين قتادة يوم " أحد " حتى وقعت علي وجنته ، فردها الرسول صلي الله عليه وسلم فكانت أحسن منها قبل .
3-  رمدت عينا علي بن أبي طالب – عليه السلام – يوم " خبير " فنفت فيهما رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام – فبرئتى كأن لم يكن بهما شئ أبداً .
4-    انكسرت ساق أبن الحكم يوم " بدر " فنفث عليها صلي الله عليه وسلم فبرأ لوقته ولم يحصل له ألم قط
5-  نطق الشجر له – عليه السلام – فقد دنا منه أعرابي فقال له : " يا أعرابي أين تريد ؟ قال : إلي أهلي قال  " هل لك إلي خير ؟ فقال : وما هو ؟ قال : " تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده ورسوله " . فقال الأعرابي : من يشهد لك علي ما تقول ؟ فقال له صلي الله عليه وسلم : " هذه الشجرة " – يشير إلي شجرة بشاطئ الوادي – فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه ، فأستشهدها ثلاثا فشهدت كما قال صلي الله عليه وسلم .
6-  حين جذع النخلة له صلي الله عليه وسلم وبكاؤه بصوت سمعه من في مسجده صلي الله عليه وسلم قاطبة ، وذلك لما فارقة صلي الله عليه وسلم بعدما كان يخطب عليه كمنبر له ، ولما صنع له المنبر وترك الصعود عليه بكي حنيناً وشوقاً إليه صلي الله عليه وسلم ، فقد صوت كصوت العشار ولم يسكت حتى جاءه الرسول صلي الله عليه وسلم ووضع يده الشريفة عليه فسكت.
7-    دعاؤه صلي الله عليه وسلم علي كسري بتمزق ملكة فتمزق .
8-    دعاؤه صلي الله عليه وسلم لأبن عباس بالتفقه في الدين ، فكان عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة .
9-    تكثير الطعام بدعائه صلي الله عليه وسلم ، فقد أكل من مدي شعير فقط أكثر من ثمانين جلاً
10- تكثر الماء بدعائه صلي الله عليه وسلم  فقد عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله عليه أزكي السلام
بين يديه ركوة ماء يتوضأ منها وأقبل الناس نحوه ، فقالوا : ليس عندنا إلا ماء في ركوتك ، فوضع صلي الله عليه وسلم يده في الركوة ، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون ، فشرب القوم وتوضئوا وكانوا ألفاً وخمسمائة نفر .

11- الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى إلي السموات العلي إلي سدرة المنتهي ،
      وعاد إلي فراشه ولم يبرد .
12- القرآن الكريم ، الكتاب الذي فيه نبأ من قبلنا وخبر من بعدنا وحكم ما بيننا ، وفيه الهدي والنور ، فهو
معجزته العظمي وآية نبوته الخالدة والباقية علي مر الأيام وكل العصور ليظل به الدليل قائماً علي صدق نبوته صلي الله عليه وسلم والحجة ثابتة علي الخلق إلي أن يرث الله الأرض .
    فالقرآن العظيم من أعظم ما أوتي نبينا صلي الله عليه وسلم من المعجزات ، ومن أكبر ما أوتي من البينات ، وفيه يقول : " ما من الأنبياء نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق