الأحد، 30 أكتوبر 2011

: الإيمان بالرسل عليهم السلام

يؤمن المسلم بان الله تعالي قد اصطفي من الناس رسلاً وأوحي إليهم  بشرعة وعهد إليهم بإبلاغه ، لقطع حجه الناس عليه يوم القيامة ، و أرسلهم بالبينات و أيدهم بالمعجزات ،  فبدأهم بنبيه نوح وختمهم بمحمد صلي الله عليه وسلم  .
وأنهم و إن كانوا بشراً يجري عليهم الكثير من الأعراض البشرية فيأكلون ويشربون ، ويمرضون ويصحون وينسون ويفكرون ، ويموتون ويحييون ، فهم أكمل خلق الله تعالي علي الإطلاق ، وأفضلهم بلا استثناء ، وأنه لا يتم  إيمان عبد إلا بالإيمان بهم جميعاً ، جمله وتفصيلاً ، وذلك للأدلة النقلية والعقلية الأتية :



الأدلة النقلية :
1-  إخباره تعالي  عن رسله وبعثتهم ورسالاتهم في قوله : ( ولقد بعثنا في كل أمه رسولاً أن يعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ) النحل : 36 ، وفي قوله ( الله يصطفي من الملائكه رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير ) الحج :75 ، وفي قوله  : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلي نوح والنبيين من بعده و اوحينا إلي إبراهيم و إسماعيل وإسحاق ويعقوب و الأسباط وعيسي وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآيتنا داود زابورا  (161) ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلم الله موسي تكليما (164) رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجه بعد  الرسل وكان الله عزيزاً حكيما ) النساء : 163 – 165 ، وفي قوله : ( لقد أرسلنا رسلاً بالبينات و انزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط  ) الحديد : 25 ، وفي قوله :( و أيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) الأنبياء : 83 ، وفي قوله : ( وما أرسلنا قبلكم من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) الفرقان : 20 ، وفي قوله : ( ولقد أتينا موسي تسع آيات بينات فسأل بني إسرائيل ذ جاءهم ) الإسراء : 101 ، وفي قوله : ( و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسي وعيسي ابن مريم و أخذنا منهم ميثاقاً غليظاً  (7) ليسأل الصادقين عن صدقهم واعد للكافرين عذاباً أليماً ( الأحزاب : 7 )
2-  إخبار الرسول صلي الله عليه وسلم عن نفسه وعن إخوانه من الأنبياء والمرسلين في قوله : ( ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب ) المسيح الدجال وفي قوله : ( لا تفاضلوا بين الأنبياء ) وفي قوله : لما سأله  أبو ذر عن عدد الأنبياء والمرسلين منهم فقال : ( مائة وعشرون ألفاً وعشرون ألفاً والمرسلون منهم ثلثمائة وثلاثة عشر ، وفي قوله :  ( والذي نفسي بيده ، لو أن موسي كان حياً ما وسعة إلا أن يتبعني ) وفي قوله : ( ذاك إبراهيم ) ولما قيل له : ( يا خير البرية ) . تواضعاً منه صلي الله عليه وسلم وفي قوله صلي الله عليه وسلم : ( ما كان لعبد أن يقول : إني خيراً من يونس بن متي ) وفي إخباره صلي الله عليه وسلم عنهم ليله الإسراء إذ جمعوا له هناك ببيت المقدس وصلي بهم إماماً لهم ، كما أنه وجد في السماوات يحيي وعيسي ويوسف و إدريس وهارون وموسي وإبراهيم ، واخبر عنهم وعن ما شاهده من حالهم .
     وفي قوله  : إن نبي الله داود كان ياكل من عمل يده .
3-  إيمان البلايين من البشر من المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب من يهود ونصاري  يرسل الله وتصديقهم الجازم برسالاتهم واعتقادهم كمالهم واطفاء الله لهم  
الأدلة العقلية :
1-  ربوبيته ورحمته تعالي ، تقتضيان إرسال رسل منه إلي خلقة ليعرفوهم بربهم ويرشدهم إلي ما فيه كمالهم الإنساني  وسعادتهم في الحياتين الأولي والثانية .
2-  كونه تعالي خلق لعبادته ، إذ قال عز وجل : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الزاريات : 56 ، فهذا يقتضي إرسال الرسل وبعثه الأنبياء لئلا يقول الناس يوم القيامة : إننا يا ربنا لم نعرف وجه طاعتك حتى نطيعك ، ولم نعرف وجه معصيتك حتى تنجينا ، ولا ظلم اليوم عندك ، فلا تعذبنا .. فتكون لهم الحجة علي الله تعالي فكانت هذه حالاً اقتضت بعثه الرسل لقطع الحجة علي الخلق ، قال تعالي : ( رسلاً مبشرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً ) النساء : 165

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق