الأحد، 30 أكتوبر 2011

الإيمان بالقضاء والقدر

  يؤمن المسلم بقضاء الله وقدره وحكمته ، وانه لا يقع شئ في الوجود حتى أفعال العباد الاختيارية إلا بعد علم الله وانه تعالي عدل في قضائه وقدره حكيم في تصرفه وتدبيره ، وان حكمته تابعه لمشيئته ، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا به تعالي ، وذلك للأدلة النقلية والعقلية التالية :
1-  إخباره تعالي عن ذلك في قوله : " إن كل شئ خلقناه بقدر " ( القمر :49 ) ، وفي قوله عز وجل : ( وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما نزله إلا بقدر معلوم ) الحجر : 21 ، وفي قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) الحديد : 22 ، وفي قوله ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ) التغابن : 11 ، وفي قولة : ( زكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) الإسراء : 13 ،  ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلي الله فليتوكل المؤمنون ) التوبة : 51 ، وفي قوله عز وجل : ( وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) الانعام : 59 ، وفي قوله  ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير : 29 وفي قوله : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسني أولئك عنها معبدون ) الأنبياء : 101 ، وفي قوله : ( ولولا إذ دلخت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) الكهف 39 ، وفي قوله )  وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )  الإعراف : 43 .
2-  إخبار رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ذلك : في قوله : (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)، وفي قوله عليه السلام – لعبد الله بن عباس : ( يا غلام ،إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف وفي قوله : " إن أول ما خلق الله القلم " فقال له : أكتب فقال رب ، وماذا أكتب ؟ قال اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم : ( احتج آدم وموسي ، قال موسي يا آدم أنت أبونا خيبتنا واخرجتنا من الجنة فقال آدم آنت موسي اصطفاك الله بكلامه وحظ  لك التوارة   بيده تلومني علي أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين عاماً . فحج آدم موسي " ، وفي قوله عليه السلام في تعريف الإيمان : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم " إن النذر لا يرد قضاء ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم لعبد الله بن قيس ، ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم لمن قال : ما شاء الله وشئت : قل : ما شاء الله وحده .
3-  إيمان الملايين من أمة محمد صلي الله عليه وسلم من علماء وحكماء وصالحين وغيرهم بقضاء الله تعالي وقدره وحكمته ومشيئته وأن كل شئ سبق به علمه وجري به قدره و أنه لا يكون في ملكه إلا ما يريد و أن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن و أن القلم جري بمقادير كل شئ إلي قيام الساعة .
الأدلة العقلية :
1-  إن العقل لا يحيل شيئا من شأن القضاء والقدر والمشيئة والحكمة والإرادة والتدبير بل العقل يوجب كل ذلك ويحتمه لما له من مظاهر بارزة في هذا الكون .
2-    الإيمان به تعالي وبقدرته يستلزم الإيمان بقضائه وقدره وحكمته ومشيئته .
3-  إذا كان المهندس المعماري يرسم علي ورقة صغيرة رسماً لقصر ويحدد له زمن إنجازه ثم يعمل علي بنائه فلا تنتهي المدة التي حددها يخرج القصر من الورقة إلي حيز الوجود وطبق ما رسم علي الورقة بحيث لا ينقص شئ وغن قل ولا يزيد فكيف ينكر علي الله أن يكون قد كتب مقادير العالم إلي قيام الساعة ثم لكمال قدرته وعلمه يخرج ذلك المقدر طبق ما قدره في كميته وكيفيته وزمانه ومكانه ومع العلم بأن الله تعالي علي كل شئ قدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق