الأحد، 30 أكتوبر 2011

في عذاب القبر ونعيمه

  يؤمن المسلم بأن نعيم القبر وعذابه ، وسؤال الملكين فيه حق وصدق ، وذلك للأدلة النقلية والعقلية الأتية :
الأدلة النقلية :
1.  1- إخباره تعالي بذلك في قوله ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ( 50 ) ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ( 51 )  ( الانفال : 50-51) ، وقوله : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ) الانعام : 93-94 ، وفي قوله : (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) التوبة : 101 ، وفي قوله  {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} ( غافر : 46 ) ، وفي قوله : (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء) _ابراهيم : 27
2.  إخبار الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك : في قوله : (إن العبد إذا وضع في قبره وتولي عنه اصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم – أتاه ملكان فيقعدانه ، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل – لمحمد صلي الله علية وسلم ؟ فاما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقال له انظر إلي مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة فيراهما و اما المنافق أو الكافر فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري ! كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال له : لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعة من يليه غير الثقلين " وفي قوله صلي الله عليه وسلم : " إذا كات أحكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من اهل الجنة فمن أهل الجنة و إن كان من أهل النار فمن أهل النار ، فيقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلي يوم القيامة ، وفي قوله صلي الله علية وسلم : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة ‏ ‏المسيح الدجال ‏ ‏وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنه المسيح الدجال " ، وفي قوله لما مر بقبرين فقال : " إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير " ثم قال : " بلي ما أحدهما فكان يسعي بالنميمة ، واما الأخر فكان لا يستتر من بوله "
3.  لإيمان البلايين من العلماء والصالحين والمؤمنين من أمة محمد صلي الله عليه وسلم : ومن أمم أخري سبقت بعذاب القبر ونعيمة وكل ما روي في شانه .
الأدلة العقلية :
1-  إيمان العبد وملائكته واليوم الأخر يستلزم إيمانه بعذاب القبر ونعيمه وبكل ما يجري فيه إذ الكل من الغيب ، فمن آمن بالبعض لزمه عقلاً الإيمان بالبعض الأخر
2-    ليس عذاب القبر أو نعيمه أو ما يقع فيه من سؤال الملكين مما ينفيه العقل أو يحيله بل العقل السليم يقره ويشهد له .
3-  إن النائم قد يري الرؤيا مما يسر له فيتلذذ بها وينعم يتأثيرها في نفسه : الأمر الذي يحزن له أو يأسف إن هو استيقظ ، كما أنه قد يري الرؤيا مما يكره فيستاء لها ويغتم ، الأمر الذي يجعله يحمد من أيقظة لو أن شخصاً أيقظة ، فهذا النعيم أو العذاب في النوم يجري علي الروح حقيقة وتتأثر به ، وهو غير محسوس ولا مشاهد لنا ولا ينكره أحد فكيف ينكر إذاً  عذاب القبر أو نعيمه ، وهو نظيرة تماماً ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق