الأحد، 30 أكتوبر 2011

: الإيمان بالقرآن الكريم

    يؤمن المسلم بأن القرآن الكريم كتاب الله أنزله علي خير خلقة و أفضل أنبيائه ورسله نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، كما أنزل غيره من الكتب علي من سبق من الرسل ، و أنه نسخ بأحكامه سائر الأحكام في الكتب السماوية السابقة ، كما ختم برسالة صاحبة كل رسالة سابقة ، و انه الكتاب الشامل لأعظم تشريع رباني ، تكفل منزله لمن أخذ به أن يسعد في الحياتين ، وتوعد من أعرض عنه فلم يأخذ به بالشقاوة في الدارين و أنه الكتاب الوحيد الذي ضمن الله سلامته من النقص والزيادة ومن التبديل والتغيير وبقاءه حتى يرفعه إليه عند أخر أجل هذه الحياة ، وذلك للأدلة النقلية والعقلية التالية .
الأدلة النقلية :
1-  إخباره تعالي بذلك في قوله : ( تبارك الذي أنزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيراً ) (الفرقان :1) وفي قولة : ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن و إن كنت من قبله لمن الغافلين ) ( يوسف:3) ، وفي قوله عز وجل : ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ) ( النساء : 105 ) ،  وفي قوله  : ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلي النور بإذنه ويهديهم إلي صراط مستقيم )       ( المائدة :15) ، وفي قوله : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي ) ( طه :124)  وفي قوله عزل وجل : ( و إنه لكتاب عزيز (41) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) ( فصلت :42) ، وفي قوله سبحانه : ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له حافظون ) ( الحجر:9)
2-  إخبار رسوله – المنزل عليه صلي الله عليه وسلم – في قوله : ( الآ إني أوتيت الكتاب ومثله معه " وفي قوله : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا في أثنين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل و آناء النهار ) ، وفي وقوله صلي الله عليه وسلم (ما من الأنبياء نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيه وحياً أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تباعاً يوم القيامة ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم : ( لو كان موسي او عيسي حيا لم يسعه إلا إتباعي ) .
3- إيمان البلايين من المسلمين بان القرآن كتاب الله ووحيه أوحاه إلي رسوله واعتقادهم الجازم بذلك مع تلاوتهم وحفظ أكثرهم وعملهم بما فيه من شرائع و أحكام .
الأدلة العقلية :
1-  اشتمال القرآن الكريم علي العلوم المختلفة الآتية مع صحابة المنزل عليه أمي لم يقرأ ولم يكتب قط ولم يسبق له أن دخل كتاباً ولا مدرسة ألبتة :
1- العلوم الكونية                              2- العلوم التاريخية
3- العلوم التشريعية و القانونية              4- العلوم الحربية والسياسية 
         فاشتماله علي هذه العلوم المختلفة دليل قوي علي أنه كلام الله تعالي ووحي منه ، إذ العقل يحيل صدر  
         وهذه العلوم عن أمي لم يقرأ ولم يكتب قط .
2-  تحدي الله منزله – الإنس والجن علي الإتيان بمثله : بقوله : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) ( الإسراء : 88) ، كما تحدي فصحاء العرب وبلغاءهم علي الإتيان بعشر سور من مثله ، بل بسورة واحدة فعجزوا ولم يستطيعوا ، فكان هذا أكبر دليل و أقوي برهان علي أنه كلام الله وليس من كلام البشر في شئ  
3-    اشتماله علي أخبار الغيب العديدة ، والتي ظهر بعضها طبق بعض ما أخبر بلا زيادة ولا نقص .
4-  ما داما قد أنزل الله عز وجل كتب أخري علي غير محمد  صلي الله عليه وسلم  كالتوراة علي موسي والإنجيل علي عيسي عليهما السلام لم ينكر أن يكون القرآن قد أنزله الله تعالي كما انزل الكتب السابقة له ؟ وهل العقل يحيل نزول القرآن أو يمنعه ؟ لا . بل العقل يحتم نزوله ويوجبه
5-  قد تتبعت تنبؤاته فكانت وفق ما تنبأ به تماماً ، كما قد تتبعت أخباره فكانت طبق ما قصه وأخبر به سواءاً سواء ، كما دربت أحكامه وشرائعه وقوانينه فحققت كل ما أريد منه من أمن وعزة وكرامة وعلم وعرفان ، يشهد بذلك تاريخ دوله الراشدين رضوان الله عليهم .
         أي دليل يطلب بعد هذا علي كون القرآن  كلام الله ووحيه أنزله علي خير خلقة وخاتم أنبيائه ورسله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق