الأحد، 30 أكتوبر 2011

الإيمان بالملائكة عليهم السلام

  يؤمن المسلم بملائكة الله تعالي ، و أنهم خلق من اشرف خلقة ، وعباد مكرمون من عبادة خلقهم من نور ، كما خلق الإنسان من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار ، و أنه تعالي وكله بوظائف فهم بها قائمون ، فمنهم الحفظة علي العباد والكاتبون لأعمالهم ، ومنهم الموكلون بوظائف بها قائمون ، فمنهم الحفظة علي العباد والكاتبون لأعمالهم ن ومنهم الموكلون بالجنة ونعيمها ، ومنهم الموكلون بالنار وعذابها ومنهم المسبحون الليل والنهار لا يفترون .
الأدلة النقلية :
1-  أمره تعالي بالإيمان بهم و إخباره عنهم في قوله : ( ومن كفر بالله ملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر فقد ضل ضلالاً بعيداً ) ( النساء : 136 ) .
          في قولة  جل جلالة : (  من كان عدوا لله  وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين )
         ( البقرة : 98 ) ،وفي قوله لا إله إلا هو :( ولن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون )
        ( النساء : 172 ) وفي قوله جلت قدرته : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) ( الحاقة : 17) وفي قوله
 عظمت حكمته : ( ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) ( المدثر : 31 ) وقوله تقدست أسماؤه :             ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (23) سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار ) ( الرعد 23-24) وفي قوله تعالي : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ربك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون ) ( البقرة : 30)
2-  إخبار رسوله صلي الله عليه وسلم  عنهم بقوله في دعائه عندما يقوم لصلاة الليل : ( اللهم رب جبريل ميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلي صراط مستقيم ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم : (أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضوع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساجداً ، وفي قوله : ( إذا كان يوم الجمعة كان علي باب من أبواب المسجد ملائكة يكتوب الأول فالأول ، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم ( يتمثل لي الملك أيحاناً رجلاً فيكلمني فاعي ما يقول وفي قوله صلي الله عليه وسلم : " يتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، وفي قوله صلي الله علية وسلم : " خلق الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " .
3-  رؤية العدد الكثير من الصحابة صلي الله علية وسلم للملائكة يوم ( بدر ) ورؤيتهم الجماعية غير مرة لجبريل أمين الوحي عليه السلام ، وإذ كان ياتي أحياناً في صورة دحية الكلبي فيشاهدونه ، ومن أشهر ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في " مسلم " ، وفيه قول الرسول صلي الله عليه وسلم : " أتدرون من السائل " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال " هذا جبريل أتاكم يعلمكم امر دينكم "
4-  إيمان ألاف الملايين من المؤمنين أتباع الرسل في كل زمان ومكان بالملائكة وتصديقهم بما أخبرت عنهم الرسل من غير شك ولا تردد .

الأدلة العقلية :
1-  إن العقل لا يحيل وجود الملائكة ولا ينفيه ، لأن العقل لا يحيل ولا ينفي إلا ما كان مستلزما لاجتماع الضدين ككون الشئ موجوداً ومعدوماً في آن واحد ، أو النقيضين كوجود   الظلمة والنور معاً مثلاً ، والإيمان بوجود الملائكة لا يستلزم شياً من ذلك أبداً
2-  إذا كان المسلم به لدي كافة العقلاء أن آثر الشئ يدل علي وجودة فإن للملائكة آثاراً كثيرة تقضي يوجودهم  وتؤكده ومن ذلك :
    أولاً : وصول الوحي إلي الأنبياء والمرسلين ، إذا كان غالباً ما يصلهم بواسطة الروح الآمين جبريل عليه
            السلام الملك الموكل بالوحي ، وهذا آثر ظاهر لا ينكر ، وهو مثبت ومؤكد لوجود الملائكة .
    ثانياً : وفاة الخلائق بقبض أرواحهم ، فإنه آثر ظاهر دال علي وجود ملك الموت و أعوانه ، قال تعالي :
           ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلي ربكم ترجعون ) السجدة : 11
    ثالثاً : حفظ  الإنسان من أذي الجان والشيطان وشرورهما ، أو حتى دفع شرهما طول حياته ، وهو يعيش
بينهما ويريانه ولا يراهما ، ويقدران علي أذيته ولا يقدر علي أذاهما ، أو حتى دفع شرهما دليل علي وجود حفظة للإنسان يحفظونه ويدفعون عنه ، قال تعالي :( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) الرعد1
3-  عدم رؤية الشئ لضعف البصر أو لفقد الاستعداد الكامل لرؤية الشئ لا ينفي وجودة إذ هناك أشياء كثيرة من الماديات في عالم الشهادة كانت تقصر عنها الرؤية بالعين المجردة وأصبحت الآن تري بوضوح وذلك بواسطة المكبرات للنظر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق