الأحد، 30 أكتوبر 2011

: الإيمان بكتب الله تعالي

    يؤمن المسلم بجميع ما أنزل الله تعالي من كتب ، وما أتي بعض رسله من صحف ، و أنها كلام الله أوحاه إلي رسله ليبلغوا عنه شرعه ودينه ، و أن أعظم هذه الكتب : الكتب الأربعة : " القرآن الكريم " المنزل علي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ، و" التوراة " المنزلة علي نبي الله موسي عليه السلام و " الزبور " المنزل علي نبي الله داود عليه السلام ، و " الإنجيل " المنزل علي عبد الله ورسوله عيسي عليه السلام . وان " القرآن " أعظم هذه الكتب والمهيمن عليها والناسخ لجميع شرائعها وأحكامها وذلك للأدلة النقلية السمعية والأدلة العقلية الآتية:
الأدلة النقلية :
1-       أمر الله تعالي الإيمان بها في قوله : يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل من قبل) النساء :136
2-  إخباره تعالي عنها في قوله : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2) نزل الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه و انزل التوراة والإنجيل (3) من قبل هدي للناس و أنزل الفرقان ) ال عمران : 2-4 ، وفي قوله سبحانه وتعالي : ( و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ( المائدة :48) ، وفي قوله جلت قدرته : ( وآتينا داوود زبورا ) النساء :163 ، وفي قوله : ( و إنه لتنزيل رب العالمين (192) نزل به الروح الأمين (193) علي قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربي مبين (195) وأنه زبر الأولين ) الشعراء :192-196 ، وفي قوله : ( إن هذا لفي الصحف الأولي (18) صحف إبراهيم وموسي ) الأعلي : 18-19 .
3-  إخبار الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك في أحاديث كثيرة منها قوله صلي الله عليه وسلم : ( إنما بقاؤكم فيمن سلف كما بين صلاة العصر إلي غروب الشمس ، و أتي أهل التوراة فعملوا بها حتى أنتصف النهار ، ثم عجزوا فأعطوا قيراطاً ثم أوتي الإنجيل فعلموا به حتى صليت العصر ، ثم عجزوا فأعطوا قيراطاً قيراطاً ، ثم أوتيتم القرآن فعلمتم به حتى غربت الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين ، فقال أهل الكتاب : أقل منا عملاً و أكثر أجراً ؟ قال الله : هل ظلمتكم من حفكم من شئ ؟ قالوا : لا . قال : هو فضلي أوتيه من أشاء " ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم " حفف علي داود عليه السلام القرآن – القراءة – فكان يأمر بداوبه فتسرج فيقرأ القرآن – التوراة أو الزبور – قبل أن تسرج دوابه ، ولا يأكل إلا من عمل يديه "  ، وفي قوله عليه السلام : ( لا حسد إلا في أثنين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل و آناء النهار " ، وفي قوله : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، وقوله عليه السلام : ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، قولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا و إلهكم واحد ونحن له مسلمون ) .
4-  لإيمان الملايين من العلماء والحكماء و أهل الإيمان في كل زمان ومكان ، واعتقادهم الجازم بأن الله تعالي قد أنزل كتباً  اوحاها إلي رسالة وخيرة الناس من خلقه ، وضمنها ما أراد من صفاته و أخبار غيبه بيان شرائعه ودينه ووعده ووعيده
الأدله العقلية :
1-  ضعف الإنسان واحتياجه إلي ربه في إصلاح جسمه وروحه يقتضي : إنزال كتب تضمن التشريعات والقوانين المحققة للإنسان كمالاتة ، وما تتطلبه حياتاه: الأولي والأخري .
2-  لما كان الرسل هو الواسطة بين الله تعالي والخالق وبين عبادة المخلوقين ، وكان الرسل كغيرهم من البشر يعيشون زمنا ثم يموتون ن فلو لم تكن رسالاتهم قد تضمنتها كتب خاصة لكانت تضيع بموتهم ، ويبقي الناس بعدهم بلا رسالة ولا واسطة ، فيضيع الغرض الأصلي من الوحي والرسالة ، فكانت هذه حالاً تقتضي إنزال الكتب الإلهية ب شك ولا ريب .
3-  إذا لم يكن الرسول الداعي إلي الله تعالي يحمل كتاباً من عند ربه فيه التشريع والهداية والخير ، سهل علي الناس تكذيبه و إنكار رسالته ، فكانت هذه حالاً تقضي بإنزال الكتب الإلهية لإقامة الحجة علي الناس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق