الأحد، 30 أكتوبر 2011

الإيمان بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآدابه

    يؤمن المسلم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي كل مسلم مكلف قادر علم بالمعروف ورآه متروكاً ، أو علم بالمنكر ورآه مرتكباً وقدر علي الأمر أو التغيير بيدة أو بلسانه
    وإنه من أعظم الواجبات الدينية  بعد الإيمان بالله تعالي إذ ذكره الله تعالي في كتابه العزيز مقروناً بالإيمان به عز وجل ، فقال تعالي : ( كنتم أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) آل عمران : 110 ، و ذلك للأدلة النقلية السمعية المنطقية الآتية :
الأدلة النقلية :
1-     1 أمرة تعالي به في قوله : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) آل عمران : 104
2-     إخباره تعالي عن أهل نصرته وولايته بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في قوله  (  الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ) الحج : 41 ، وفي قوله : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ) التوبة 71 ، وفي قوله سبحانة فيما أخبر به عن وليه عليه السلام  وهو يعظ ابنه : ( يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و أنه عن المنكر وأصبر علي ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) لقمان : 17 ، وفي قوله تعالي فيما نعاه علي بني إسرائيل :( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داوود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (78) كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه -لبئس ما كانوا يفعلون ) المائدة  : 78-79 ، وفي قوله تعالي فيما ذكره عن بني إسرائيل من أنه تعالي نجي الآمرين بالمعروف والتاهين عن المنكر وأهلك الناركين لذلك : ( أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) الأعراف :165 ،
3-     أمر الرسول صلي الله عليه وسلم به في قوله : " من راي منكم منكراُ فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " وفي قوله : ( لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم "
4-     إخبارة صلي الله عليه وسلم : ( ما من قوم عملوا بالمعاصي وفيهم يقدر أن ينكر عليهم فلم يفعلوا ، إلا يوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده ) ، وفي قوله لأبي ثعلبه الخشني لما سأله عن تفسير قوله تعالي : ( لا يضركم من ضل إذا اهتديتهم ) المائدة : 105 ، فقال : ( يا ثعلبه ، مر بالمعروف و أنه عن المنكر ، فإذا رأيت شحا مطاعا وهوي متبعاً ودنيا مؤثرة و إعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام إن من ورائكم فتنا كقطع الليل المظلم للمتمسك فيها بمثل الذي أنتم عليه أجر خمسين منكم قيل بل منهم يا رسول الله قال : لا بل منكم لأنكم تجدون علي الخير أعواناً ولا يجدون عليه أعواناً ، وقوله صلي الله عليه وسلم (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من  أمته حواريون و أصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنهم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبه خردل ، وقوله صلي الله عليه وسلم ( عندما سئل عن أفضل الجهاد ، فقال " كلمة حق عند سلطان جائر ) .
الأدلة العقلية
1-     لقد ثبت بالتجربة والمشاهدة ان المرض إذا أهمل ولم يعالج استشري في الجسم وعسر علاجه بعد تمكنه من الجسم واستشرائه فيه ، وكذلك المنكر إذا ترك فلم يغير فإنه لا يلبث أن يألفه الناس ويفعله كبيرهم وصغيرهم وعندئذ يصبح من غير السهل تغيره أو إزالته ، ويومها يستوجب فاعلوه العقاب من الله ، العقاب الذي لا يمكن أن يتخلف  بحال ، إذ أنه من جار علي سنن الله تعالي التي لا تتبدل ولا تتغير : ( فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) فاطر : 43 .
2-     حصل بالمشاهدة أن المنول إذا أهمل ولم ينظف ولم تبعد منه النفايات والوساخ فترة من الزمان يصبح غير صالح للسكن إذ تتعفن ريحه ويتسمم هواؤه وتنتشر فيه الجراثيم والأوبئة لطول ما تراكمت فيه الأوساخ وكثره ما تجمعت القاذورات وكذلك الجماعة من المؤمنين إذا أهمل فيهم المنكر فلا يتغير والمعروف فلم يؤمر به لا يلبثوا أن يصحوا خبثاء الأرواح شريري النفوس لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ويؤمئذ يصبحون غير صالحين للحياة فيهلكهم الله بما شاء من أسباب ووسائط و إن بطش ربك لشديد عزيز ذو انتقام
3-     عرف بالملاحظة أن النفس البشرية تعتاد القبيح فيحسن عندها ، وتألف الشر فيصبح طبيعة لها فذلك شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإن المعروف إذا ترك ولم تؤمر به ساعة  تركه لا يلبث الناس أن يعتادوا تركه ويصبح فعله عندهم من المنكر وكذلك المنكر إذا لم يبادر إلي تغييره و إزالته لم يمض يسير من الزمن حتى يكثر وينتشر ، ثم يعتاد ويؤلف ، ثم يصبح في نظر مرتكبيه غير منكر بل يرونه هو المعروف بعينه ، وهذا هو انطماس البصيرة والمسح الفكري والعياذ بالله تعالي من اجل هذا أمر الله ورسوله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و أوجباه فريضة علي المسلمين إبقاء لهم علي طهرهم وصلاحهم ومحافظة لهم علي شرف مكانتهم بين الأمم والشعوب .
آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
1-     أن يكون عالماً بحقيقة ما يأمر به من أنه معروف في الشرع ، وانه قد ترك بالفعل ، كما يكون عالماً بحقيقة المنكر الذي ينهي عنه ويريد تغييره و أن يكون قد ارتكب حقيقة و أنه مما ينكر الشرع من المعاصي والمحرمات
2-     أن يكون روعا لا يأتي الذي ينهي عنه ولا يترك الذي يأمر به لقوله تعالي : " يأأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لاتفعلون (2) كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) الصف : 2-3 ، وقوله : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) البقرة : 44
3-     أن يكون حسن الخلق ، حليماً  يأمر بالرفق وينهي باللين ، لا يجد في نفسه إذا ناله سوء ممن نهاه ، ولا يغضب إذا لحقه أذي ممن أمره ، بل يصبر ويعفو ويصفح لقوله تعالي : ( و أمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر علي ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور
4-     ألا يتعرف إلي المنكر بواسطة التجسس ، إذ لا ينبغي لمعرفة المنكر أن يتجسس علي الناس في بيوتهم أو يرفع ثياب أحدهم ليري ما تحتها أو يكشف الغطاء ليعرف ما في الوعاء إذ الشرع أمر يستر عورات الناس ونهي عن التحسس عنهم والتجسس عليهم ، قال تعالي : ( ولا تجسسوا ) الحجرات : 12 ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم  " لا تجسسوا " ، وقال صلي  الله عليه وسلم " من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والأخره "
5-     قبل أن يامر من أراد أمره أن يعرفه بالمعروف ، إذ قد يكون تركه له لكونه لم يعرف أنه من المعروف كما يعرف من أراد نهيه عن المنكر بان ما فعله من المنكر ، إذ قد يكون فعله له ناتجاً عن كونه لم يعرف أنه من المنكر
6-     أن يأمر وينهي بالمعروف ، فإن لم يفعل التارك للمعروف ولم يترك المرتكب للمنهي استعمل عبارات التأنيب والتعنيف والإغلاظ في القول ، فإن لم ينفع ذلك غير المنكر بيده فإن عجز استظهر عليه بالحكومة أو بالإخوان .
7-     فغن عجز عن تغيير المنكر بيده  ولسانه بان خاف  علي نفسه أو ماله أو عرضه وكان لا يطيق الصبر علي ما يناله أكتفي بتغيير المنكر بقلبه لقول الرسول صلي الله عليه وسلم : " من راي منك منكراً  فليغيره بيده فإن لم يستطع .... " الحديث .  

الإيمان بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآدابه

    يؤمن المسلم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي كل مسلم مكلف قادر علم بالمعروف ورآه متروكاً ، أو علم بالمنكر ورآه مرتكباً وقدر علي الأمر أو التغيير بيدة أو بلسانه
    وإنه من أعظم الواجبات الدينية  بعد الإيمان بالله تعالي إذ ذكره الله تعالي في كتابه العزيز مقروناً بالإيمان به عز وجل ، فقال تعالي : ( كنتم أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) آل عمران : 110 ، و ذلك للأدلة النقلية السمعية المنطقية الآتية :
الأدلة النقلية :
1-     1 أمرة تعالي به في قوله : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) آل عمران : 104
2-     إخباره تعالي عن أهل نصرته وولايته بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في قوله  (  الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ) الحج : 41 ، وفي قوله : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ) التوبة 71 ، وفي قوله سبحانة فيما أخبر به عن وليه عليه السلام  وهو يعظ ابنه : ( يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و أنه عن المنكر وأصبر علي ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) لقمان : 17 ، وفي قوله تعالي فيما نعاه علي بني إسرائيل :( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داوود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (78) كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه -لبئس ما كانوا يفعلون ) المائدة  : 78-79 ، وفي قوله تعالي فيما ذكره عن بني إسرائيل من أنه تعالي نجي الآمرين بالمعروف والتاهين عن المنكر وأهلك الناركين لذلك : ( أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) الأعراف :165 ،
3-     أمر الرسول صلي الله عليه وسلم به في قوله : " من راي منكم منكراُ فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " وفي قوله : ( لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم "
4-     إخبارة صلي الله عليه وسلم : ( ما من قوم عملوا بالمعاصي وفيهم يقدر أن ينكر عليهم فلم يفعلوا ، إلا يوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده ) ، وفي قوله لأبي ثعلبه الخشني لما سأله عن تفسير قوله تعالي : ( لا يضركم من ضل إذا اهتديتهم ) المائدة : 105 ، فقال : ( يا ثعلبه ، مر بالمعروف و أنه عن المنكر ، فإذا رأيت شحا مطاعا وهوي متبعاً ودنيا مؤثرة و إعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام إن من ورائكم فتنا كقطع الليل المظلم للمتمسك فيها بمثل الذي أنتم عليه أجر خمسين منكم قيل بل منهم يا رسول الله قال : لا بل منكم لأنكم تجدون علي الخير أعواناً ولا يجدون عليه أعواناً ، وقوله صلي الله عليه وسلم (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من  أمته حواريون و أصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنهم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبه خردل ، وقوله صلي الله عليه وسلم ( عندما سئل عن أفضل الجهاد ، فقال " كلمة حق عند سلطان جائر ) .
الأدلة العقلية
1-     لقد ثبت بالتجربة والمشاهدة ان المرض إذا أهمل ولم يعالج استشري في الجسم وعسر علاجه بعد تمكنه من الجسم واستشرائه فيه ، وكذلك المنكر إذا ترك فلم يغير فإنه لا يلبث أن يألفه الناس ويفعله كبيرهم وصغيرهم وعندئذ يصبح من غير السهل تغيره أو إزالته ، ويومها يستوجب فاعلوه العقاب من الله ، العقاب الذي لا يمكن أن يتخلف  بحال ، إذ أنه من جار علي سنن الله تعالي التي لا تتبدل ولا تتغير : ( فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) فاطر : 43 .
2-     حصل بالمشاهدة أن المنول إذا أهمل ولم ينظف ولم تبعد منه النفايات والوساخ فترة من الزمان يصبح غير صالح للسكن إذ تتعفن ريحه ويتسمم هواؤه وتنتشر فيه الجراثيم والأوبئة لطول ما تراكمت فيه الأوساخ وكثره ما تجمعت القاذورات وكذلك الجماعة من المؤمنين إذا أهمل فيهم المنكر فلا يتغير والمعروف فلم يؤمر به لا يلبثوا أن يصحوا خبثاء الأرواح شريري النفوس لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ويؤمئذ يصبحون غير صالحين للحياة فيهلكهم الله بما شاء من أسباب ووسائط و إن بطش ربك لشديد عزيز ذو انتقام
3-     عرف بالملاحظة أن النفس البشرية تعتاد القبيح فيحسن عندها ، وتألف الشر فيصبح طبيعة لها فذلك شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإن المعروف إذا ترك ولم تؤمر به ساعة  تركه لا يلبث الناس أن يعتادوا تركه ويصبح فعله عندهم من المنكر وكذلك المنكر إذا لم يبادر إلي تغييره و إزالته لم يمض يسير من الزمن حتى يكثر وينتشر ، ثم يعتاد ويؤلف ، ثم يصبح في نظر مرتكبيه غير منكر بل يرونه هو المعروف بعينه ، وهذا هو انطماس البصيرة والمسح الفكري والعياذ بالله تعالي من اجل هذا أمر الله ورسوله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و أوجباه فريضة علي المسلمين إبقاء لهم علي طهرهم وصلاحهم ومحافظة لهم علي شرف مكانتهم بين الأمم والشعوب .
آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
1-     أن يكون عالماً بحقيقة ما يأمر به من أنه معروف في الشرع ، وانه قد ترك بالفعل ، كما يكون عالماً بحقيقة المنكر الذي ينهي عنه ويريد تغييره و أن يكون قد ارتكب حقيقة و أنه مما ينكر الشرع من المعاصي والمحرمات
2-     أن يكون روعا لا يأتي الذي ينهي عنه ولا يترك الذي يأمر به لقوله تعالي : " يأأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لاتفعلون (2) كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) الصف : 2-3 ، وقوله : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) البقرة : 44
3-     أن يكون حسن الخلق ، حليماً  يأمر بالرفق وينهي باللين ، لا يجد في نفسه إذا ناله سوء ممن نهاه ، ولا يغضب إذا لحقه أذي ممن أمره ، بل يصبر ويعفو ويصفح لقوله تعالي : ( و أمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر علي ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور
4-     ألا يتعرف إلي المنكر بواسطة التجسس ، إذ لا ينبغي لمعرفة المنكر أن يتجسس علي الناس في بيوتهم أو يرفع ثياب أحدهم ليري ما تحتها أو يكشف الغطاء ليعرف ما في الوعاء إذ الشرع أمر يستر عورات الناس ونهي عن التحسس عنهم والتجسس عليهم ، قال تعالي : ( ولا تجسسوا ) الحجرات : 12 ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم  " لا تجسسوا " ، وقال صلي  الله عليه وسلم " من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والأخره "
5-     قبل أن يامر من أراد أمره أن يعرفه بالمعروف ، إذ قد يكون تركه له لكونه لم يعرف أنه من المعروف كما يعرف من أراد نهيه عن المنكر بان ما فعله من المنكر ، إذ قد يكون فعله له ناتجاً عن كونه لم يعرف أنه من المنكر
6-     أن يأمر وينهي بالمعروف ، فإن لم يفعل التارك للمعروف ولم يترك المرتكب للمنهي استعمل عبارات التأنيب والتعنيف والإغلاظ في القول ، فإن لم ينفع ذلك غير المنكر بيده فإن عجز استظهر عليه بالحكومة أو بالإخوان .
7-     فغن عجز عن تغيير المنكر بيده  ولسانه بان خاف  علي نفسه أو ماله أو عرضه وكان لا يطيق الصبر علي ما يناله أكتفي بتغيير المنكر بقلبه لقول الرسول صلي الله عليه وسلم : " من راي منك منكراً  فليغيره بيده فإن لم يستطع .... " الحديث .  

في أولياء الله وكراماتهم ، وأولياء الشيطان وضلالاتهم

- أولياء الله تعالي :
  يؤمن المسلم بان الله تعالي من عبادة أولياء أستخلصهم لعبادته ، و استعلمهم في طاعته وشرفهم بمحبته وأنالهم من كرامته ، فهو وليهم يحبهم ويقربهم ، وهم أولياؤه يحبونه ويعظمونه يألتمرون بأمره وبه يأمرون وينتهون يحبون بحبه ويبغضه يبغضون ، إذا سألوه أعطاهم ، وإذا استعانوه أعانهم وأنهم هم أهل الإيمان والتقوي والكرامة والبشري في الدنيا وفي الأخري وأن كل مؤمن تقي هو لله ولي غير أنهم يتفاوتون في درجاتهم بحسب تقواهم وإيمانهم فكل من كان حظة من الإيمان والتقوي أوفي ، كانت درجته عند الله أعلي وكانت كرامته أوفر ، فسادات الأولياء هم المرسلون والأنبياء ، ومن بعدهم المؤمنون ، وأن ما يجربه الله علي أيديهم من كرامات كتكثير القليل من الطعام أو إبراد الأوجاع والأسقام أو خوض البحار أو عدم الاحتراق بالنار وما إليه ، هو من جنس المعجزات غير أن المعجزة تكون مقرونة بالتحدي والكرامة عارية عنه غير مرتبطة  به ، وأن من أعظم الكرامات الاستقامة علي الطاعات بفعل المأمورات الشرعية واجتناب المحرمات والمنهيات .
وذلك للأدلة الآتية :
1-  إخباره تعالي عن أوليائه وكرماتهم في قوله : (‏{‏أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}‏، وفي قوله : ( وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ) وفي قوله سبحانه : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) يوسف : 24  ، وفي قوله تعالي ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) الإسراء : 65 ، وقوله ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله ) آل عمران : 37 ، وفي قوله : وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات:139-144].، وفي قوله : (فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24)وهزي إليك بجدع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً (25) فكلي و اشربي وقري عيناً ) مريم : 24-26 ، وفي قوله :    ( قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً علي إبراهيم (29) وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين ) الأنبياء : 69-70 ) وفي قوله : ( أم حسب أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (9) إذ أوي الفتيه إلي الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا (10) فضربنا علي آذانهم في الكهف سنين عددا (11) ثم بعثناهم ) الكهف : 9-12 .
2-  إخبار رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أولياء الله وكراماتهم : في قوله فيما يرويه عن ربه عز وجل : " من عادي لي ولياً آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألتني لأعطيته ولئن استعاذني لأعيذته ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم ( إن من عباد الله من لو أقسم علي الله لأبره " ، وفي قوله : ( لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم  ناس محدثون فإن كان في أمتي أحد فإنه عمر ) وفي قوله صلي الله عليه وسلم : " كانت امرأة توضع ولدها فرأت رجلاً علي فرس فاره فقالت : اللهم اجعل ولدي مثل هذا ، فألتفت إليه الطفل وهو يرضع وقال : اللهم لا تجعلني مثله " ، فنطق الرضيع كرامة للولد والوالدة ... وفي قوله في جريج العابد و أمة وإذ قالت أمه : اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات " فاستجاب الله لها كرامة منه تعالي لها ،وقال ولدها جريح لما أتهموه بأن ولد البغي منه :  " قال للولد الرضيع : من أبوك ؟ فقال : راعي الغنم . فنطق الرضيع كرامة لجريح العابد ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم في أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فدعوا الله وتوسلوا إليه بصالح أعمالهم فاستجاب الله لهم وفرجها عنهم حتى خرجوا سالمين كرامة لهم وفي قوله في حديث الراهب والغلام إذ جاء فيه : أن الغلام رمي الدابة التي كانت قد منعت الجماهير من المرور ، رماها بحجر فماتت ومر الناس فكانت كرامه للغلام كما أن الملك حاول قتل الغلام بشتي الوسائل فلم يفلح حتى رماه من جبل شاهق ولم يمت وقذفه في البحر فخرج منه يمشي ولم يمت فكان ذلك كرامة للغلام المؤمن الصالح .
3-  ما رواه ألاف العلماء وشاهدوه من أولياء وكرامات لهم تفوق الحصر . ومن ذلك ما روي أن الملائكة كانت تسلم علي عمران بن حصين رضي الله عنه وأن سلمان الفارسي و أبا الدرداء رضي الله عنهما كانا يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة أو الطعام فيها ، وأن خبيبا رضي الله عنه كان أسيراً عند المشركين بمكة فكان يؤتي بعنب يأكله ، وليس بمكة من عنب وأن البراء ابن عازب رضي الله عنه كان إذا أقسم علي الله في شئ استجاب له حتي كان يوم القادسية أقسم علي الله أن يمكن المسلمين من رقاب المشركين وأن يكون أول شهيد في المعركة فكان كما طلب ، وأن عمر بن الخطاب رضي لاله عنه كان يخطب علي منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمدينة فإذا به يقول : يا سارية ، الجبل ! يا سارية الجبل ! يوجه قائد معركة يقال له : " سارية "  ، فسمع سارية صوتة وانحاز عمر والصحابة بما سمع من صوت و انحاز بالجيش فكان في ذلك نصرهم وانهزم أعدائهم من المشركين ورجع سارية فأخبر عمر والصحابة بما سمع صوت عمر رضي الله عنه و أن العلاء بن الحضرمي رضي الله كان يقول في دعائة : يا عليم يا حكيم يا علي يا عظيم ، فيستجاب له حتى إنه خاض البحر بسرية معه فلم تبتل سروج خيولهم  ، وأن الحسن البصري دعا الله علي رجل كان يؤذية فخر ميتاً في الحال و أن رجلاً من النخع كان له حمار فمات له في طريق سفره فتوضأ وصلي ركعتين ودعا الله عز وجل ، فأحيا له حماره وحمل عليه متاعه ... إلي غير ذلك من الكرامات التي لا تعد ولا تحصي والتي شاهدها الناس بل ملايين البشر
أولياء الشيطان
  كما يؤمن المسلم بأن للشيطان من الناس أولياء استحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله وسول لهم الشر  وأملي لهم الباطل فأصمهم عن سماع الحق و أعمي أبصارهم عن رؤية دلائله فهم له مسخرون ولأوامره مطيعون يغريهم بالشر ويستهويهم إلي الفساد بالتزين حتى عرف لهم المنكر فعرفوه ونكر لهم المعروف فكانوا ضد أولياء الله وحرباً عليهم وعلي النقيض منهم أولئك والوا الله وهؤلاء عادوه ، أولئك أحبوا الله وأرضوه ، هؤلاء أغضبوا الله واسخطوه فعليهم لنه الله وغضبه ، ولو ظهرت علي أيديهم الخوارق كأن طاروا في السماء ، أو مشوا علي سطح الماء ، إذ ليس ذلك إلا استدراجاً من الله لمن عاداه أو عوناً من الشيطان لمن والاه ، وذلك للأدلة التالية :
1-  إخباره تعالي عنهم في قوله : ( والذين كفروا أولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلي الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ( البقرة : 257 ) ، وفي قوله  : ( و إن الشياطين ليوحون إلي أوليائهم ليجادلوكم و إن أطعتموهم إنكم لمشركون ( الأنعام : 121 ) ، وفي قوله : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيم ) الأنعام : 128 ، وفي قوله ( ومن يغش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين (36) وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ) الزخرف : 36-37 وفي قوله : ( إن جعلنا الشياطين أولياء الذين لا يؤمنون ) الأعراف : 30 ، وفي قوله : ( إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ٌ الأعراف :20 ، وفي قوله : ( وقضينا لهم قرناء فزينوا لهم ما من دون الله وما خلفهم ) فصلت : 25 ، وفي قوله ( و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه فتأخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو ) الكهف : 50 .
2-  أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك في قوله لما رأي نجما قد رمي به فاستنار قال مخاطباً أصحابة ( ما كنتم تقولون لمثل هذه في الجاهلية ؟ " قالوا : كنا نقول : يموت عظيم أو يولد عظيم . فقال : " إنه لا يرمي به لموت أحد ولا لحياته ، ولكن ربنا تبارك وتعالي إذا قضي أمراً سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء ثم يسأل أهل السماء حملة العرش : ماذا قال ربنا ؟ فيخبرونهم ثم يستخبر أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا ، ويخطف الشياطين السمع فيرمون فيقذفونه إلي أوليائهم فما جاءوا به علي وجهه فهو حق ولكنهم يزيدون ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم لما سئل عن الكهان فقال : ( ليسوا بشئ " فقالوا : نعم إنهم يحدثوننا أحيانا بشئ فيكون حقاً فقال : " تلك الكلمة من الق يخطفها الجن فيقرؤها في أذن وليهه فيجعلون معها مائة كذبة وفي قوله : " ما منكم من احد إلا وقد وكل به قرينه " وفي قوله : " إن الشيطان يجري من ابن آدم من العروق فضيقوا عليه مجاريه بالصوم "
3-  ما رآه وشاهدة مئات ألوف البشر من أحوال شيطانية غريبة في كل زمان ومكان تقع لأولياء لأولياء الشيطان ، فمنهم من يكلمه بالغيب ويطلعه علي بعض بواطن الأمور وخفاياها ، ومنهم من يمنع نفوذ السلاح إليه ، ومنهم من يأتيه الشيطان في صورة رجل صالح عندما يستغيث بذلك الصالح لتغريره وتضليله وحمله علي الشرك بالله ومعاصيه ، ومنهم من قد يحمله إلي بلد بعيد أو يأتيه بأشخاص أو حاجات من أماكن بعيدة ... إلي غير ذلك من الأعمال التي تقوي علي فعلها الشياطين ومردة الجان وخبثاؤهم .
     وتحصل هذه الأحوال الشيطانية نتيجة لخبث روح الآدمي بما يتعاطي من ضروب الشر و الفساد والكفر والمعاصي البعيدة عن كل حق وخير ، وإيمان تقوي وصلاح حتى يبلغ الآدمي درجة من خبث النفس وشرها يتحد فيها مع أرواح الشياطين المطبوعة علي الخبث والشر وعندئذ تتم الولاية بينه وبين الشياطين فيوحي بعضهم إلي بعض ويخدم بعضاً كل بما ييقدر عليه ولذا لما يقال لهم يوم القيامة : ( يا معشر الجن قد استكثرتهم من الأنس ) يقول أولياؤهم من الأنس : ( ربنا استمتع بعضنا ببعض ) (الأنعام : 128 )         
    وأما الفرق بين كرامة أولياء الله الربانية وبين الأحوال الشيطانية : فإن يظهر في سلوك العبد وحاله فإن كان ذوي الإيمان والتقوي المتمسكين بشريعة الله ظاهراً وباطناً فما يجري علي يديه من خارقة هو كرامة من الله تعالي له وإن كان ذوي الخبث والشر والبعد عن التقوي المنغمسين في ضروب المعاصي المتوغلين في الكفر والفساد فما يجري علي يديه من خارقة إنما هو من جنس الاستدراج أو من خدمة أوليائه من الشياطين له ومساعدتهم إياه .

في أولياء الله وكراماتهم ، وأولياء الشيطان وضلالاتهم

- أولياء الله تعالي :
  يؤمن المسلم بان الله تعالي من عبادة أولياء أستخلصهم لعبادته ، و استعلمهم في طاعته وشرفهم بمحبته وأنالهم من كرامته ، فهو وليهم يحبهم ويقربهم ، وهم أولياؤه يحبونه ويعظمونه يألتمرون بأمره وبه يأمرون وينتهون يحبون بحبه ويبغضه يبغضون ، إذا سألوه أعطاهم ، وإذا استعانوه أعانهم وأنهم هم أهل الإيمان والتقوي والكرامة والبشري في الدنيا وفي الأخري وأن كل مؤمن تقي هو لله ولي غير أنهم يتفاوتون في درجاتهم بحسب تقواهم وإيمانهم فكل من كان حظة من الإيمان والتقوي أوفي ، كانت درجته عند الله أعلي وكانت كرامته أوفر ، فسادات الأولياء هم المرسلون والأنبياء ، ومن بعدهم المؤمنون ، وأن ما يجربه الله علي أيديهم من كرامات كتكثير القليل من الطعام أو إبراد الأوجاع والأسقام أو خوض البحار أو عدم الاحتراق بالنار وما إليه ، هو من جنس المعجزات غير أن المعجزة تكون مقرونة بالتحدي والكرامة عارية عنه غير مرتبطة  به ، وأن من أعظم الكرامات الاستقامة علي الطاعات بفعل المأمورات الشرعية واجتناب المحرمات والمنهيات .
وذلك للأدلة الآتية :
1-  إخباره تعالي عن أوليائه وكرماتهم في قوله : (‏{‏أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}‏، وفي قوله : ( وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ) وفي قوله سبحانه : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) يوسف : 24  ، وفي قوله تعالي ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) الإسراء : 65 ، وقوله ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله ) آل عمران : 37 ، وفي قوله : وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات:139-144].، وفي قوله : (فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24)وهزي إليك بجدع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً (25) فكلي و اشربي وقري عيناً ) مريم : 24-26 ، وفي قوله :    ( قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً علي إبراهيم (29) وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين ) الأنبياء : 69-70 ) وفي قوله : ( أم حسب أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (9) إذ أوي الفتيه إلي الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا (10) فضربنا علي آذانهم في الكهف سنين عددا (11) ثم بعثناهم ) الكهف : 9-12 .
2-  إخبار رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أولياء الله وكراماتهم : في قوله فيما يرويه عن ربه عز وجل : " من عادي لي ولياً آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألتني لأعطيته ولئن استعاذني لأعيذته ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم ( إن من عباد الله من لو أقسم علي الله لأبره " ، وفي قوله : ( لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم  ناس محدثون فإن كان في أمتي أحد فإنه عمر ) وفي قوله صلي الله عليه وسلم : " كانت امرأة توضع ولدها فرأت رجلاً علي فرس فاره فقالت : اللهم اجعل ولدي مثل هذا ، فألتفت إليه الطفل وهو يرضع وقال : اللهم لا تجعلني مثله " ، فنطق الرضيع كرامة للولد والوالدة ... وفي قوله في جريج العابد و أمة وإذ قالت أمه : اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات " فاستجاب الله لها كرامة منه تعالي لها ،وقال ولدها جريح لما أتهموه بأن ولد البغي منه :  " قال للولد الرضيع : من أبوك ؟ فقال : راعي الغنم . فنطق الرضيع كرامة لجريح العابد ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم في أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فدعوا الله وتوسلوا إليه بصالح أعمالهم فاستجاب الله لهم وفرجها عنهم حتى خرجوا سالمين كرامة لهم وفي قوله في حديث الراهب والغلام إذ جاء فيه : أن الغلام رمي الدابة التي كانت قد منعت الجماهير من المرور ، رماها بحجر فماتت ومر الناس فكانت كرامه للغلام كما أن الملك حاول قتل الغلام بشتي الوسائل فلم يفلح حتى رماه من جبل شاهق ولم يمت وقذفه في البحر فخرج منه يمشي ولم يمت فكان ذلك كرامة للغلام المؤمن الصالح .
3-  ما رواه ألاف العلماء وشاهدوه من أولياء وكرامات لهم تفوق الحصر . ومن ذلك ما روي أن الملائكة كانت تسلم علي عمران بن حصين رضي الله عنه وأن سلمان الفارسي و أبا الدرداء رضي الله عنهما كانا يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة أو الطعام فيها ، وأن خبيبا رضي الله عنه كان أسيراً عند المشركين بمكة فكان يؤتي بعنب يأكله ، وليس بمكة من عنب وأن البراء ابن عازب رضي الله عنه كان إذا أقسم علي الله في شئ استجاب له حتي كان يوم القادسية أقسم علي الله أن يمكن المسلمين من رقاب المشركين وأن يكون أول شهيد في المعركة فكان كما طلب ، وأن عمر بن الخطاب رضي لاله عنه كان يخطب علي منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمدينة فإذا به يقول : يا سارية ، الجبل ! يا سارية الجبل ! يوجه قائد معركة يقال له : " سارية "  ، فسمع سارية صوتة وانحاز عمر والصحابة بما سمع من صوت و انحاز بالجيش فكان في ذلك نصرهم وانهزم أعدائهم من المشركين ورجع سارية فأخبر عمر والصحابة بما سمع صوت عمر رضي الله عنه و أن العلاء بن الحضرمي رضي الله كان يقول في دعائة : يا عليم يا حكيم يا علي يا عظيم ، فيستجاب له حتى إنه خاض البحر بسرية معه فلم تبتل سروج خيولهم  ، وأن الحسن البصري دعا الله علي رجل كان يؤذية فخر ميتاً في الحال و أن رجلاً من النخع كان له حمار فمات له في طريق سفره فتوضأ وصلي ركعتين ودعا الله عز وجل ، فأحيا له حماره وحمل عليه متاعه ... إلي غير ذلك من الكرامات التي لا تعد ولا تحصي والتي شاهدها الناس بل ملايين البشر
أولياء الشيطان
  كما يؤمن المسلم بأن للشيطان من الناس أولياء استحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله وسول لهم الشر  وأملي لهم الباطل فأصمهم عن سماع الحق و أعمي أبصارهم عن رؤية دلائله فهم له مسخرون ولأوامره مطيعون يغريهم بالشر ويستهويهم إلي الفساد بالتزين حتى عرف لهم المنكر فعرفوه ونكر لهم المعروف فكانوا ضد أولياء الله وحرباً عليهم وعلي النقيض منهم أولئك والوا الله وهؤلاء عادوه ، أولئك أحبوا الله وأرضوه ، هؤلاء أغضبوا الله واسخطوه فعليهم لنه الله وغضبه ، ولو ظهرت علي أيديهم الخوارق كأن طاروا في السماء ، أو مشوا علي سطح الماء ، إذ ليس ذلك إلا استدراجاً من الله لمن عاداه أو عوناً من الشيطان لمن والاه ، وذلك للأدلة التالية :
1-  إخباره تعالي عنهم في قوله : ( والذين كفروا أولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلي الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ( البقرة : 257 ) ، وفي قوله  : ( و إن الشياطين ليوحون إلي أوليائهم ليجادلوكم و إن أطعتموهم إنكم لمشركون ( الأنعام : 121 ) ، وفي قوله : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيم ) الأنعام : 128 ، وفي قوله ( ومن يغش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين (36) وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ) الزخرف : 36-37 وفي قوله : ( إن جعلنا الشياطين أولياء الذين لا يؤمنون ) الأعراف : 30 ، وفي قوله : ( إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ٌ الأعراف :20 ، وفي قوله : ( وقضينا لهم قرناء فزينوا لهم ما من دون الله وما خلفهم ) فصلت : 25 ، وفي قوله ( و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه فتأخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو ) الكهف : 50 .
2-  أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك في قوله لما رأي نجما قد رمي به فاستنار قال مخاطباً أصحابة ( ما كنتم تقولون لمثل هذه في الجاهلية ؟ " قالوا : كنا نقول : يموت عظيم أو يولد عظيم . فقال : " إنه لا يرمي به لموت أحد ولا لحياته ، ولكن ربنا تبارك وتعالي إذا قضي أمراً سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء ثم يسأل أهل السماء حملة العرش : ماذا قال ربنا ؟ فيخبرونهم ثم يستخبر أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا ، ويخطف الشياطين السمع فيرمون فيقذفونه إلي أوليائهم فما جاءوا به علي وجهه فهو حق ولكنهم يزيدون ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم لما سئل عن الكهان فقال : ( ليسوا بشئ " فقالوا : نعم إنهم يحدثوننا أحيانا بشئ فيكون حقاً فقال : " تلك الكلمة من الق يخطفها الجن فيقرؤها في أذن وليهه فيجعلون معها مائة كذبة وفي قوله : " ما منكم من احد إلا وقد وكل به قرينه " وفي قوله : " إن الشيطان يجري من ابن آدم من العروق فضيقوا عليه مجاريه بالصوم "
3-  ما رآه وشاهدة مئات ألوف البشر من أحوال شيطانية غريبة في كل زمان ومكان تقع لأولياء لأولياء الشيطان ، فمنهم من يكلمه بالغيب ويطلعه علي بعض بواطن الأمور وخفاياها ، ومنهم من يمنع نفوذ السلاح إليه ، ومنهم من يأتيه الشيطان في صورة رجل صالح عندما يستغيث بذلك الصالح لتغريره وتضليله وحمله علي الشرك بالله ومعاصيه ، ومنهم من قد يحمله إلي بلد بعيد أو يأتيه بأشخاص أو حاجات من أماكن بعيدة ... إلي غير ذلك من الأعمال التي تقوي علي فعلها الشياطين ومردة الجان وخبثاؤهم .
     وتحصل هذه الأحوال الشيطانية نتيجة لخبث روح الآدمي بما يتعاطي من ضروب الشر و الفساد والكفر والمعاصي البعيدة عن كل حق وخير ، وإيمان تقوي وصلاح حتى يبلغ الآدمي درجة من خبث النفس وشرها يتحد فيها مع أرواح الشياطين المطبوعة علي الخبث والشر وعندئذ تتم الولاية بينه وبين الشياطين فيوحي بعضهم إلي بعض ويخدم بعضاً كل بما ييقدر عليه ولذا لما يقال لهم يوم القيامة : ( يا معشر الجن قد استكثرتهم من الأنس ) يقول أولياؤهم من الأنس : ( ربنا استمتع بعضنا ببعض ) (الأنعام : 128 )         
    وأما الفرق بين كرامة أولياء الله الربانية وبين الأحوال الشيطانية : فإن يظهر في سلوك العبد وحاله فإن كان ذوي الإيمان والتقوي المتمسكين بشريعة الله ظاهراً وباطناً فما يجري علي يديه من خارقة هو كرامة من الله تعالي له وإن كان ذوي الخبث والشر والبعد عن التقوي المنغمسين في ضروب المعاصي المتوغلين في الكفر والفساد فما يجري علي يديه من خارقة إنما هو من جنس الاستدراج أو من خدمة أوليائه من الشياطين له ومساعدتهم إياه .

: في الوسيلة

   يؤمن المسلم بان  الله تعالي يحب من الأعمال أصلحها ومن الأفعال أطيبها ويحب من عبادة الصالحين وانه تعالي انتدب عبادة إلي التقرب منه والتودد إليه والتوسل فهو لذلك يتقرب إلي الله تعالي ويتوسل إليه بصالح الأعمال وطيب الأقوال فيسأله تعالي ويتوسل إليه بأسمائه الحسني وصفاته العلي وبالإيمان به وبرسوله وبمحبته تعالي ومحبة رسوله صلي الله عليه وسلم وحبه الصالحين وعامة المؤمنينويتقرب إليه بترك المحرمات واجتناب المنهيات ولا يسأل الله تعالي بجاه أحد من خلقه ولا يعمل عبد من عبادة ، إذ ليس جاه ذي الجاه من كسبه ولا عمل صاحب العمل من عمله فيسأل الله به أو يقدمه وسيلة بين يديه
    والله تعالي لم يشرع لعبادة أن يتقربوا إليه بغير أعمالهم وزكاة أرواحهم بالإيمان والعمل الصالح وذلك للأدلة النقلية التالية :
الأدلة النقلية :-
1-  إخباره تعالي عن ذلك بقوله : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) (فاطر : 10) وفي قوله :    ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ) (المؤمنون:51) وفي قوله (و أدخلناه في رحمتنا  إنه من الصالحين ) (الأنبياء: 75) ، وفي قوله ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) ( المائدة: 35) ، وفي قوله سبحانه : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلي ربهم الوسيلة أيهم أقرب ) ( الإسراء :57) ، وفي قوله سلحانه : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) ( آل عمران : 31) ، وقوله جل جلاله: ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( آل عمران :53) وفي قوله تعالي  ( ربنا إنا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فأغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ) ( آل عمران :193) ، وفي قوله : ( ولله الأسماء الحسني فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) (الأعراف : 180)  وفي قوله ( واسجد واقترب ) العلق : 19
2-  لإخبار رسوله صلي الله عليه وسلم عن ذلك : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً " ، وفي قوله : " تعرف إلي الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، وفي قوله فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالي : " وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " ، وفي قوله فيما يرويه عن ربه عزل وجل : ( وإن تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته مهرولة ) وفي قوله في حديث أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة إذ توسل أحدهم ببر والديه والثاني بترك ما حرم الله تعالي والثالث برد حق مستحقه مع تنميته له بعد أن قال بعضهم لبعض : " أنظروا أعمالاً صالحة عملتموها فاعدوا الله بها لعله يفرجها عنكم فدعوا وتوسلوا ففرج عنهم العبد من ربه وهو ساجداً " وفي قوله : ( أسألك اللهم بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو اتأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ) ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم : ( لقد سأل هذا باسم الله الأعظم الذي ما سئل به إلا أعطي ، وما دعي به إلا أجاب )
3-  ما ورد من توسل الأنبياء في القرآن الكريم ، وأن توسلهم كان بأسمائه تعالي وصفاته وبالإيمان والعمل الصالح ، ولم يكن بغير ذلك أبداً فيوسف عليه السلام قال في توسله ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت  ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين (يوسف : 101 ) ، وذو النون قال : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ( الأنبياء : 87) ، وموسي قال : ( قال رب إني ظلمت نفسي فأغفر لي فغفر له ) ( القصص:16) ، وقال : ( إني عذت بربي وربكم ) (غافر:27) وإبراهيم وإسماعيل قالا : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )       ( البقرة : 127 ) وآدم وحواء قالا : (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا لنكونن من الخاسرين) الأعراف : 23
الأدلة العقلية :
1-  غني الرب وافتقار العبد أمر يقتضي أن يتوسل العبد الفقير إلي الرب الغني عز وجل كي ينجوا العبد الفقير الضعيف مما يرهب ويظفر بما يحب ويرغب  .
2-  عدم معرفة العبد ما يحبه الرب تبارك وتعالي وما يكرهه من الأفعال والأقوال أمر يقتضي أن تكون الوسيلة محصورة فيما شرع الله وبين رسوله من أقوال طيبة وأعمال صالحه تفعل أو أقوال خبيثة و اعمال فاسدة تجتنب وتترك .
كون جاه ذي من غير كسب الإنسان ، ولا من عمل يديه : أمر يقتضي أن لا يتوسل به إلي الله تعالي لآن جاه شخص ما ومهما كان عظيماً لا يكون قربة لشخص أخر يتقرب بتقرب بها إلي الله تعالي ويتوسل ، اللهم إلا إذا كان قد عمل بجوارحه أ ماله علي إيجاد جاه صاحب الجاه ، فعند ذلك له أن يسأل الله به لأنه أصبح من كسبه وعمل يديه كان قد عمل ذلك ابتداء لوجه الله تعالي وابتغاء مرضاته

: في الوسيلة

   يؤمن المسلم بان  الله تعالي يحب من الأعمال أصلحها ومن الأفعال أطيبها ويحب من عبادة الصالحين وانه تعالي انتدب عبادة إلي التقرب منه والتودد إليه والتوسل فهو لذلك يتقرب إلي الله تعالي ويتوسل إليه بصالح الأعمال وطيب الأقوال فيسأله تعالي ويتوسل إليه بأسمائه الحسني وصفاته العلي وبالإيمان به وبرسوله وبمحبته تعالي ومحبة رسوله صلي الله عليه وسلم وحبه الصالحين وعامة المؤمنينويتقرب إليه بترك المحرمات واجتناب المنهيات ولا يسأل الله تعالي بجاه أحد من خلقه ولا يعمل عبد من عبادة ، إذ ليس جاه ذي الجاه من كسبه ولا عمل صاحب العمل من عمله فيسأل الله به أو يقدمه وسيلة بين يديه
    والله تعالي لم يشرع لعبادة أن يتقربوا إليه بغير أعمالهم وزكاة أرواحهم بالإيمان والعمل الصالح وذلك للأدلة النقلية التالية :
الأدلة النقلية :-
1-  إخباره تعالي عن ذلك بقوله : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) (فاطر : 10) وفي قوله :    ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ) (المؤمنون:51) وفي قوله (و أدخلناه في رحمتنا  إنه من الصالحين ) (الأنبياء: 75) ، وفي قوله ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) ( المائدة: 35) ، وفي قوله سبحانه : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلي ربهم الوسيلة أيهم أقرب ) ( الإسراء :57) ، وفي قوله سلحانه : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) ( آل عمران : 31) ، وقوله جل جلاله: ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( آل عمران :53) وفي قوله تعالي  ( ربنا إنا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فأغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ) ( آل عمران :193) ، وفي قوله : ( ولله الأسماء الحسني فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) (الأعراف : 180)  وفي قوله ( واسجد واقترب ) العلق : 19
2-  لإخبار رسوله صلي الله عليه وسلم عن ذلك : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً " ، وفي قوله : " تعرف إلي الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، وفي قوله فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالي : " وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " ، وفي قوله فيما يرويه عن ربه عزل وجل : ( وإن تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته مهرولة ) وفي قوله في حديث أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة إذ توسل أحدهم ببر والديه والثاني بترك ما حرم الله تعالي والثالث برد حق مستحقه مع تنميته له بعد أن قال بعضهم لبعض : " أنظروا أعمالاً صالحة عملتموها فاعدوا الله بها لعله يفرجها عنكم فدعوا وتوسلوا ففرج عنهم العبد من ربه وهو ساجداً " وفي قوله : ( أسألك اللهم بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو اتأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ) ، وفي قوله صلي الله عليه وسلم : ( لقد سأل هذا باسم الله الأعظم الذي ما سئل به إلا أعطي ، وما دعي به إلا أجاب )
3-  ما ورد من توسل الأنبياء في القرآن الكريم ، وأن توسلهم كان بأسمائه تعالي وصفاته وبالإيمان والعمل الصالح ، ولم يكن بغير ذلك أبداً فيوسف عليه السلام قال في توسله ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت  ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين (يوسف : 101 ) ، وذو النون قال : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ( الأنبياء : 87) ، وموسي قال : ( قال رب إني ظلمت نفسي فأغفر لي فغفر له ) ( القصص:16) ، وقال : ( إني عذت بربي وربكم ) (غافر:27) وإبراهيم وإسماعيل قالا : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )       ( البقرة : 127 ) وآدم وحواء قالا : (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا لنكونن من الخاسرين) الأعراف : 23
الأدلة العقلية :
1-  غني الرب وافتقار العبد أمر يقتضي أن يتوسل العبد الفقير إلي الرب الغني عز وجل كي ينجوا العبد الفقير الضعيف مما يرهب ويظفر بما يحب ويرغب  .
2-  عدم معرفة العبد ما يحبه الرب تبارك وتعالي وما يكرهه من الأفعال والأقوال أمر يقتضي أن تكون الوسيلة محصورة فيما شرع الله وبين رسوله من أقوال طيبة وأعمال صالحه تفعل أو أقوال خبيثة و اعمال فاسدة تجتنب وتترك .
كون جاه ذي من غير كسب الإنسان ، ولا من عمل يديه : أمر يقتضي أن لا يتوسل به إلي الله تعالي لآن جاه شخص ما ومهما كان عظيماً لا يكون قربة لشخص أخر يتقرب بتقرب بها إلي الله تعالي ويتوسل ، اللهم إلا إذا كان قد عمل بجوارحه أ ماله علي إيجاد جاه صاحب الجاه ، فعند ذلك له أن يسأل الله به لأنه أصبح من كسبه وعمل يديه كان قد عمل ذلك ابتداء لوجه الله تعالي وابتغاء مرضاته